حينما تجد أنك مقتنع بالخطية كشيء عادي وطبيعي، وتتبعت التعليم الفاسد الذي يؤكد على انها مزروعة طبيعياً في كيان الإنسان من الأساس، وأصبحت تبررها وتتفق مع العالم في قبولها وترسيخها قانونياً، تحت أي بند أو مُسمى أو شكل أو صورة، فاعلم ان الظلمة سيطرت على كل ملكات نفسك وأطفأت فيك نور العقل الذي تتميز به، ولم تعد ذلك الإنسان العاقل المملوء من كل حكمة سماوية ويحيا في سلام وراحة داخلية، لأنك مطعون بحربة العدو التي سممت كل أفكارك السوية وضربتك في مقتل لا قيام منه، وهذا دليل على أننا في آخر الأيام بحد قول الرسول:
فلا ينبغي أن نبغض الصلاح الظاهر في الوصية تحت حجج واهية منحرفة فيها شطط عقلي، ونقلب الظلمة نور والنور ظلمة، ونُسمى الخطايا والآثام تحت اسماء أكثر لطفاً وأكثر رونق، لكي نحللها لأن قلبنا مال نحوها دون ان ندري مصدقين الفكر الباطل الذي يدَّعي أنها ليست خطية، مخالفين عن قصد إعلان الله ورفضه التام لشبه أي خطية، فالله يحب الخاطي ويُريد أن يعطيه الحياة ويقدم له شفاء، لكنه لا يقبل الخطية تحت اي حجة ولا يُسرّ بمن يفعلها بل يُريد أن يعرف الخاطي قبحها وشر عبوديتها لكي يبتعد عنها ويهرب منها إليه، لأنه لا يشاء موت الخاطي مثلما يرجع ويحيا، لأنه هو الداعي الكل للخلاص ودخول راحته إلى الأبد.
أما لو الإنسان برر نفسه ولم يعرف عاره فكيف له أن يطلب مجده! أو يسعى أن يقيم علاقة شركة مع الله وهو كلياً ظلمة، وقلبه معوج كله خطية، فهذا التعليم صار مفسدة للناس حتى يفلتوا من التوبة ويهربوا من الشفاء الحقيقي ليكون لهم سلام مع الله، لأن كل من يحب خطيئته ويحب الظلمة يبغض النور ولا يقبل كلمة الله تكشف قلبه لأنه لا يُريد العلاج، بل يُريد ان يموت في خطيئته، فلذلك أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ، لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراًلِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ (رومية 13: 11 - 14)