رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الزراف الأبيض سلالة نادرة بمعطف جليدي
لا أحد يكره الزراف. تبدو هذه العبارة أنيقة تصلح عنوان لرواية ما أو كقاعدة كونية يجب تضمينها في رسالتنا إلى الفضائيين متى اكتشفنا عالمًا آخر. لكن بعيدًا عن المزاح، فبالفعل لا أحد يكره الزراف! من يفعل فليكتب اسمه في التعليقات نهاية المقال رجاءً. الزَّرَافَةُ أطول الحيوانات البرية بلا مُنازع، وأضخم المُجترَّات على الإطلاق. اسمُها العلميّ هو “Giraffa camelopardalis” واسمُ نوعها “Camelopardalis”، والذي يتكون من كلمتي الجمل Camel و النمر Leopard لأنهم قديمًا كانوا يعتقدون أنها نتاج تزاوج بين الحيوانين. وبعيدًا عن ذلك المنطق الغريب، فمن المدهش أن نعلم أن اسمها Giraffe مشتق من التسمية العربية للحيوان “زرافة” والتي تعني الرشاقة وذات الخطوات المتمهلة؛ ومن بعدها اشتقت جميعُ اللُغات الأوروپيَّة تسمياتها للزرافة من الاسم العربي سواء في الإنجليزية أو الإيطالية أو الفرنسية. وعلى الرغم من أن مظهر الزراف يبدو دومًا واحدًا ببقعه المميزة البرتقالية، إلا أن كل سلالة تتميز بنمط ترقيط مختلف. على سبيل المثال، فزراف الماساي Masai Giraffes يملك بقعًا تبدو كأوراق شجر البلوط، بينما يتميز زراف روتشيلد Rothschild’s Giraffes ببقع كبيرة بنية بحدود عريضة وباهتة. هكذا وكما أخبرتكم، من السهل أن يقع الجميع في حب الزراف بشكله التقليدي، فما بالكم بزراف أسطوري أبيض اللون يبدو قادمًا من عالم الأحلام؟! تبدو تلك الزرافة وابنتها كمخلوقين ساميين بلا عيب، حتى أنك لتظن أن هذا مشهد من فيلم فانتازيا؛ لابد أن سندريلا أو سنو وايت تتواري في جانب ما. مع هذا، فما تلكما الزرافتين إلا نوع نادر للغاية من الزراف الأبيض المصاب بالييضاء Leucism وهو خلل جيني يصيب خلايا الجلد لدى الحيوانات و خصوصًا الزواحف و الطيور مما يسبب تأخر في تطور هذه الخلايا ويصبح للحيوانات لون أبيض. هذه الحالة تختلف عن المهق “albinism” في أنها ناتجة عن انخفاض جميع أنواع الصبغات في الجلد وليس فقط صبغة الميلانين عند البشر. حتى كتابة هذه السطور، لم تسجل حالات للزراف الأبيض إلا في تنزانيا وكينيا وكانت المرة الأولى المسجلة لها في يناير 2016 في حديقة تارانجير Tarangire الوطنية في تنزانيا. الزرافتان اللتان تروهما هنا من كينيا بالمناسبة، وهي لأم بالغة مع ابنتها الصغيرة. طالعوا مقطع الفيديو التالي لهما معًا … يبدو الفيديو ملفقًا! هكذا يخبرك عقلك طيلة الوقت رافضًا أن يكون هناك شيء بهذا الجمال البسيط والعميق بلا خطأ واحد. كذلك الزرافة الأم خجولة تبدو وكأنما تهرب من عدسة الكاميرا لتتوارى خلف الشجيرات؛ مما يذكرك بفرسة فيلم اليونيكورن الأخير The Last Unicorn الحيّية والرشيقة بمعطفها الجليدي ناصع البياض. من الرائع أن تلك الحوريات الشاهقة تعيش ضمن محميات طبيعية ستحافظ عليها جيدًا؛ ومن الرائع كذلك أن نتذكر دومًا أن عالمنا لا يزال مدهشًا ينطق بالجمال في مناطق بكر لم تتلوث بعد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|