رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المؤمن وحب المال "لَا تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الْأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لَا يُفْسِدُ سُوسٌ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلَا يَسْرِقُونَ، لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلَاماً فَالظَّلَامُ كَمْ يَكُونُ! لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الْآخَرَ، أَوْ يُلَازِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الْآخَرَ. لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللّهَ وَالْمَالَ" (متى 6:19-24). أحذركم كل التحذير من حب المال، وأذكركّم أن كنوز العالم فانية، ولن تبقى إلا الكنوز السماوية. وما أسعد من تعلق قلبه بالسماء لا بالأرض، فلذلك يتسهَّل له الصلاح. وأما إن ساد في قلبه حب المال، فيستحيل عليه أن يحب الله كما يجب. والكنز في السماء هو ثمر ما يعمله الإنسان ويبذله في سبيل خير الناس، حباً بالله. لأنكم نور العالم يستنير بكم غيركم من البشر، كما يستنير بواسطة العين الصحيحة. فإن فقدتم أنتم الصلاح، فكم بالحري يفقده الذين ليس لهم وسائط الصلاح مثلكم؟ ومن الأمور المطلوبة منكم لتنيروا على الآخرين أن تتكلوا تماماً على الآب السماوي في أمر حاجاتكم الزمنية. إن عناية الله بمخلوقاته واضحة في طيور السماء التي ترفرف وتغرد فوق رؤوسكم، وفي الأزهار التي تزهو تحت أقدامكم. فكيف لا يعتني الله بالذين خلقهم على صورته، وهم أولاده؟ فإن كل ما في الجو من فوق، وكل ما على الأرض من أسفل، يشهد فعلاً لعنايته بما قد خلق. وما دام يعتني بأدناها، كيف يمكن أن يهمل أسماها؟ الذي وهب الجسد العجيب لا يبخل بالكساء الزهيد، والذي وهب الحياة الثمينة لا يتأخر عن تقديم القوت الرخيص لأجل حفظها. صحيح أن الإنسان يجب أن يهتم بالحاجيات الجسدية، لكنه يجب أن يفعل ذلك وهو متكل على عناية الآب السماوي، وهكذا لا يكون نهباً للقلق، ويجيء اهتمامه بالماديات بعد اهتمامه بالأمور الروحية - لا قبلها ولا فوقها - فما هي فائدة الإنسان لو لم تساعده العناية الإلهية؟ فإذاً ملجأكم في الدرجة الأولى هو هذه العناية لا اهتمامكم أنتم. وكيف تتفوَّقون على غير المؤمنين إن كنتم تهتمون بالدنيويات كما يهتم الوثنيون؟ أقدِّم لكم أعظم نصيحة عندي وأحلاها: "أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لكم". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|