سلسلة نسب بشارة يوحنا
والحقيقة هي أن يوحنا لم يغفل نسب المسيح، فقد أتى بلقب جديد ليسوع، لم يستعمله غيره من كتَبة الإنجيل، إذْ سماه "الكلمة". وهو لقب مناسب جداً، لأن الكلمة تعلن فكر المتكلم الذي لا يظهر بدونها. وهكذا يعلن يسوع الظاهر في الجسد "الإله الذي يرى ولا يُرى". وقد أعلن المسيح بتصرفاته قولاً وفعلاً صفات الله، كقدرته وحكمته وجودته وقداسته، فصحَّ أن يكون من جملة أسمائه الوصفية اسم "الكلمة"، وهو القائل: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ" (يوحنا 14:9).
كنا نظن أن يكون اللقب "الكلمة" في صيغة المؤنث، لكن من الفعل المذكر والضمير المذكر، ومن القول إن "الكلمة صار جسداً وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب" نرى أن يوحنا قد حوّل اسم الكلمة عن المعنى المألوف، وجعله يعني شخصاً حقيقياً هو يسوع المسيح.
وختم يوحنا مقدمة إنجيله مؤكداً أن الله روح لا يُرى قط، لكن هذا الكلمة، الابن الوحيد من الآب، قد أعلنه، وهو أهلٌ لذلك، لأنه ساكن في حضن الآب فيعرفه حق المعرفة. ولكي يعلنه للبشر "صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا" (يوحنا 1:14) وهذا الحلول يُسمَّى التجسد أو التأنُّس.