منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 06 - 2017, 05:49 PM
 
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مورا مرمر غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,050

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
------------------------------------------------------
3- أنا سوداء وجميلة ( أ ) ( نش 1: 5 )
-------------------------------------------
هذه العبارة تقولها كنيسة الأمم .
التي تعتبر سوداء لأنها كانت غريبة عن رعوية شعب الله بلا ناموس, لا أباء ولا أنبياء, بلا وعود من الله, وبلا عهود منه, وبلا معرفة إيمانية به (أف 2: 12) . فهي من هذه الناحية سوداء في نظر اليهود ولكنها تخاطبهم قائلة :
"أنا سوداء يا بنات أورشليم" من وجهة نظركم أنتم ولكني جميلة في عيني الرب.

النفس البشرية الخاطئة , هي أيضا سوداء .
------------------------------------------------
سوداء من جهة ضعفها وسقوطها ولكنها جميلة بدم المسيح الذي يطهرها من كل خطية (1 يو 1: 7) فهي تقول أنا سوداء في حالة الخطية و لكن جميلة في حالة التوبة, سوداء في حاضري وماضي ولكني جميلة في المستقبل , بالرجاء.. آنا سوداء وآنا بعيدة عن الله و لكني أؤمن بقوة الله الذي سينتشلني مما أنا فيه وهو الذي سوف يتوبني فأتوب (أر 31: 18) و أصبح جميلة , لأن الجمال هو طبيعتي التي خلقت بها كصورة الله على شبهة و مثاله (تك 1) باعتباري نفحة خرجت من فم الله , و استقرت في ترابي ( تك 2 ) .

أنا جميلة - كصورة الله - أما الخطية فهي دخيلة على طبعي .
-----------------------------------------------------------
هذه الخطية زحفت إلي من سبب خارجي :
" لأن الشمس قد لوحتني "
ولكني جميلة باعتبار أن نعمة الله لابد ستفتقدني في يوم ما ,
وسيعمل في روحه القدوس ولن يتركني إلي سوادي .

لقد كنت سوداء بخطيتي الجدية المورثة. ثم تجددت في المعمودية .
-------------------------------------------------------------------
دخلت جرن المعمودية، حيث صُلِبَ إنساني العتيق (رو 6: 6) :
" ليبطل جسد الخطية ". وخرجت من جرن المعمودية بيضاء وجميلة.

ثم اسودَّت بشرتي، لأن الشمس قد لوَّحتني . ولكني واثقة أنني سأدخل جرن التوبة، حيث يغسلني الرب فأبيض أكثر من الثلج (مز 50) و أصبح جميلة .

الله الحنون سوف ينضح عليَّ بزوفاه فأطهر . سيخلق فيَّ قلبًا نقيًا . وأيضًا سوف يجدد روحًا مستقيمًا في أحشائي (مز 50) . و بنعمته سوف يردني إلى رتبتي الأولى، الجميلة.

أنا سوداء لأني في مرحلة من التخلي " طلبته فما وجدته ".

و لكني واثقة بالرجاء أني لابد سأجدهُ ولو بعد حين .
و حينئذ سيلقي على بره, فأصبح جميلة مرة أخرى .

أنا سوداء يا بنات أورشليم البيض الجميلات.. ولكني أحذركن:
------------------------------------------------------------
لا تشمتن بي، ولا تهزأن بسوادي كأنه عار .

فالرسول يمنعكن إذ يقول :
" أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم. واذكروا المذلين كأنكم انتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3). كما يقول من هو قائم، فلينظر لئلا يسقط (رو 11)، كلكم معرضون أن تلوحكم الشمس مثلي .

لقد كانت لي أخت سوداء وصارت جميلة . أنها الأرض !

قيل في اليوم الأول أن الأرض:
------------------------------------
"كانت خربة وخاوية، وعلى وجه الغمر ظلمة" ( تك 1: 2 )
تلك الظلمة تعني أنها سوداء. . "ثم قال الله: ليكن نور, فكان نور " .
وصارت الأرض الخربة جميلة ، وامتلأت بالثمار و الأزهار :
" و رأى الله ان ذلك حسن ".

وأنا أيضًا أنتظر اليوم الذي يقول فيه الرب: ليكن نور .

فيكون نور . ويرى الله النور إنه حسن. وأصير جميلة .

إنني أعيش برجاء ذالك اليوم لست أعيش في ظلمتي الحاضرة, وألا خنقني اليأس!.. إنني بالرجاء انتظر النور الآتي . انتظر أن يغسلني الرب, فابيض أكثر من الثلج. أن عبارة :
"أبيض أكثر من الثلج" عبارة معزية مملوءة بالرجاء. سأعيش فيها .

إن كنيسة الأمم عندما قالت أنا سوداء وجميلة,
كانت في عمق الإيمان بالخلاص الأتى .

كانت مؤمنة بمجيء من يحمل خطايا العالم كله .

وعندما قالت أنا جميلة ذكرتني بقول المرتل في المزمور :
" أرحمني فأني بار" (مز 86)، وفي قوله هذا، لم يتكلم عن بره الذاتي، إنما عن البر الأتي بالدم المسفوك، الذي سيطهره فيبيض أكثر من الثلج "متبررًا مجانا بالنعمة" (رو 3: 24) وبنفس الوضع تقول عذراء النشيد عن نفيها إنها جميلة فالرسول يقول :
" لان جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح " (غل 3: 27) أي لبستم البر الذي له.

لي أخت أخرى كانت سوداء وجميلة .
هل تعرفنها يا بنات أورشليم ؟
إنها أورشليم نفسها كما وصفها سفر حزقيال .

قال لها الرب و هي مطروحة بنجاستها على الأرض :
-----------------------------------------------------
"مررت بك ووجدتك مدوسة بدمك. فقلت لك بدمك عيشي" (حز16).
هكذا كانت حياتها وهي سوداء.. ثم يقول لها الرب بعد ذلك : " فمررت بك ورأيتك وإذ زمنك زمن الحب. فبسطت ذيلي عليك وسطرت عورتك ودخلت معك في عهد, فصرت لي. فحممتك بماء. (أي المعمودية) وغسلت عنك دمائك (بمغفرة خطاياك), ومسحتك بزيت, (أي بزيت الميرون في المسحة المقدسة) وألبستك مطرزة. وكسوتك بزًا أي حرير (بسر التوبة) وحليتك بالحلي (بالفضائل) فتحليت, وجملت جدا فخرج لك أسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك" (حز 16).
هذه قصة السوداء التي صارت جميلة ، إذ افتقدها الرب.

و كان ذلك في " زمن الحب "
------------------------------
أي الزمن الذي رآه الرب مناسبا لإظهار حبة ، وما أدق عبارة:
"جمــالك كان كاملًا ببهائي الذي جعلتــه عليـــك "
إنه جمال من الله و ليس جمال من تلك النفــس ،
إنه بر المسيح و ليــــس برهـــــــا الذاتـــــــــــي .
إنه منحة الله للنفس، وليس عمل الذراع البشري.

نفوس كثيرة كانت سوداء و صارت جميلة .
-----------------------------------------
مثل نفوس التائبين جميعا ,
-----------------------------
مثل موسى الأســــود , وأغســــطينوس ، و بيلاجيـــة ، و مريم القبطية ، و أريانوس والي أنصنا، واللص اليمين..

و لكن هذه النفوس لا تقول :
"أنا سوداء و صرت جميــلة "
و إنما تقول :
" أنا سوداء وجميلة " لأنها تعيش بالرجاء .

فترى المستقبل كأنه قائم أمامها , إنها نفس واثقة ,
إنها غالية عند الرب , مهما سقطت !

هناك نفوس أخرى ترونها أنتم سوداء ويراها الرب جميلة !
---------------------------------------------------------
مثال ذلك شاو ل الطرسوسي المضطهد للكنيسة .
-------------------------------------------------------
كم كان أشد سواد هذه النفس في نظر المؤمنين, حينما كان يهجم ويقتاد رجالاً ًو نساء إلي السجن . أما الرب فنظر إلي نفس شاول السوداء , بل التي كانت جميلة في غيرتها وإن كانت غيرة ليست حسب المعرفة وقال له :
" صعب عليك أن ترفس مناخس" (أع 9)..
إنني أغسلك و أنت ترفض الصابون و الماء و الليف !
و مع ذلك سأظل أغسلك إلي أن تبيض أكثر من الثلج فيما تغسل خطاياك (أع 22: 16) و بعد ان تبيض سأريك كم ينبغي أن تتألم من أجلي , سيرجمونك , وسيضربونك بالسياط, و يسيل الدم على نفسك البيضاء .. و أغني لك أنشودتي :
" حبيبــــي أبيــــض وأحمـــــر ".

أنا نفسي سوداء قد أكون مائتة مثل الابن الضال .
------------------------------------------------
حسبما قيل عنه : -
--------------------
" ابني هذا كان ميتا فعاش " (لو 15: 24) .

و قد يقال عني :
-----------------
" قد أنتن" مثل لعازر " (يو 11: 39).

أنا واثقة من إني سأخرج من القبر ,
------------------------------------
و سأرجع إلي بيت عنيا .
و هناك سيزورني الرب ومعي مريم و مرثا ..

أنا نفسي ساقطة , ولكنني لست ضائعة ..
-----------------------------------------
سيمسك واحد من السارافيم جمرة من على المذبح, ويمسح بها شفتي, قائلًا: قد طهرت. قد كفر عن خطيئتك. لن تموت.. وسيأتي الرب بلقان, وسيأتي بمئزر ويغسل قدمي, لكي أصير طاهرا كلي، كباقي التلاميذ ، وكباقي النفوس التي هي مثلي سوداء. ويقول "ها أنتم الآن طاهرون" ( يو 13: 10 ) .

الموضوع القادم : تكملة للموضوع
أنا سوداء وجميلة , والخطية تلطخني من الخارج فقط
3- أنا سوداء وجميلة ( أ ) ( نش 1: 5 )
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا الكنيسة سوداء وجميلة؟ إنها سوداء بطبيعتها، جميلة بالنعمة
أنا سوداء وجميلة (أ) (نش 1: 5)
أنا سوداء وجميلة (ج)
أنا سوداء وجميلة (ب)
أنا سوداء وجميلة


الساعة الآن 07:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024