رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نطعن أنفسنا بالأوجاع وننتحر - الدعوة والبناء المقدس
أن لم ننتبه لحيتنا وننتبه لزماننا بكل أحداثة بدقة ونواجه أنفسنا بكل شجاعة ونعرف عيوبنا وإخفاقاتنا، لا لكي نيأس بل لكي نطلب العلاج، سنخسر أنفسنـــــــا ونصير تحت ثقل التيه ونبتعد بالتمام عن مخلصنا وفادينا يسوع، وتصير حياتنا صورة باهتة، إذ فيها يظهر أن لنا شكل التقوى وننكر قوتها، وبسببنا يُجدف على الاسم الحسن !!! لذلك فأننا اليوم نُريد أن نصل للارتباط لا بالناس ولا بالمجد الباطل، إنما بالله الحي القادر أن يوجهنا بروحه القدوس !!! اليوم وفي هذه الساعة، أي الآن وفي تلك اللحظة التي نقرأ فيها هذا المقال الصغير، لنا أن نعود لذلك النبع الحلو لنستقي من ماء الحياة الأبدية، لأن ربنا يسوع هو الماء الحي الذي كل من يشرب منه لا يعطش لأرض العالم ولا تيار الفساد والشر الذي يعمل في أبناء المعصية، فلنا أن نتتلمذ للمسيح تحت أقدام الكتاب المقدس بروح الصلاة والجهاد ضد الذات بالنعمة، وأن نسعى لنُفتش الكتب بروح الصلاة، ونستمع لآباء الكنيسة القديسين الأتقياء الذين شهدوةا للرب يسوع على مر التاريخ، بالقراءة بفهم وانفتاح الذهن بالنعمة، في تأني وصبر عظيم !!! وعلينا أن نسعى ونتخطى مرحلة الطفولة الفكرية وسطحية المعرفة ونقترب من الحق وأن نسعى أن نحيا الحياة الحقيقية الصادقة مع الله بكل وعي القلب وطهارة الضمير، ونطلب حب الله أن ينسكب في قلوبنا بروح الوداعة، الروح القدس الرب المُحيي، فنصل لحياة الاتضاع والبساطة بسهولة تامة تحت يد الله القوية ... يا أحبائي أننا نطعن أنفسنا بالأوجاع وننتحر إن لم نقف وقفة جادة صحيحة وسليمة مع أنفسنا ومع الله القادر أن يغيرنا إليه، لتظهر فينا قوة التوبة وحياة التقوى العميقة التي تتخطى الحياة النفسية الانفعالية السطحية العابرة، لتكون حياة مقدسة وبديمومة في المسيح يسوع. لنا اليوم أن نستفيق ونخلع حياة التقوى الظاهرية الشكلية ونتخلى عن المظهر المخادع للناس لكسب المجد الباطل وخدمة الذات المريضة والركض وراء الكرامات وإعطاء المجد لآخر غير الله وقبول المدح الكاذب للنفس !!! لنا اليوم أن نبني حياتنا على الصخرة التي هي المسيح، وأن نصل لحياة التقوى العميقة على المستوى العملي لا النظري الفكري، والغاية أن نصل للمستوى العالي للمحبة حتى بذل الذات وأن نُمات كل النهار ونقدم أنفسنا ذبيحة حية لله بعبادة عقلية مقدسة مقبولة في الحق، فتصير حياتنا شهادة حب أمام العالم كله ... وعلينا أن نعلّم الناس المحبة والتسامح الحقيقي، بممارستنا الفعلية لها على مستوى التطبيق وليس الفكر والدراسة والبحث، فجيد أن نبحث ونفهم ونعرف ما هي المحبة وطبيعة الله، ولكن الجيد هو أن نحيا بها، وهذا يدل على أننا فعلاً عرفنا الله وتعلمنا منه لكي نحيا، فنخلع بسهولة منا رداء النزعة الأخلاقية المحتشمة ذات الشكل الخارجي والمظهر البراق الخادع، والشكل الصوري المزيف، ألتي هي حياة التقوى الظاهرية الشكلية، ونبلغ عمق المحبة الصادقة التي من الروح القدس وطاعة وصية المسيح بكل تقوى وورع حقيقي من أعماق القلب في الداخل، فنتخلق بأخلاق المسيح ونصير قديسين وبلا لوم أمامه في المحبة ... ومن نبع هذه الحياة المقدسة تأتي الخدمة بتلقائية بعمق أصالة المحبة الحقيقية مقدمة للجميع بكل احترام وتقدير صورة الله التي هي مستتره في كل إنسان، فعمل كل خادم وكاهن وأسقف يأتي من القلب، يأتي من قوة المحبة المنسكبة في القلب بالروح القدس ولا تأتي بالمعرفة العقلية الجافة أو القدرة على الحديث الحلو المنمق، ومنطق المعقول واللا معقول ... أننا اليوم أمام دعوة مقدسة وافتقاد بصوت من السماء من خلال كلمة الحق، كلمة الله الحية الفعالة والتي هي أقوى من كل سيف، أي من النبع الحلو الذي يبدأ بمُرّ آلام سكين النعمة لقطع الفساد الذي للنفس والإنسان العتيق وكسر كبرياء الذات المُميت، ليتحول في داخلنا لحلاوة أمجاد قيامة وإشراق النعمة في باطن النفس، فتنعكس ببساطة المحبة والاتضاع في سلوكنا وخدمتنا وفي كل جوانب حياتنا ... أكتب إليكم كحكماء عارفون الوقت [ أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، قد تناهى الليل وتقارب النهارفلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات ] ( رو13: 11 – 14 ) ومن يعرف عاره، يعرف كيف يطلب مجده النعمة معكم كل حين، كونوا معاً معافين باسم الثالوث القدوس آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|