معاملات أبينا الروحى مع الإخوة العمال:
كان أبونا الروحى يحب كل فقير من أجل المسيح الذي عاش فقيراً ليس له أين يسند رأسه! وهكذا قال: "على المسيحي أن يعامل الآخرين، سواء كانوا عمالاً أو خداماً، كإخوة أحباء. فالمسيحي لا يعرف الطبقية ولا يحس بالعنصرية، فالعمال الذين يعملون معك هم وديعة من الله يسلمها لك أول النهار ويستلمها منك آخر النهار. فاحترس جداً لئلاَّ تُحزن المسيح بسببهم".
إن النجاح فى إدخال حالة سعادة أو فرح أو محبة فى قلب أى إنسان ولا سيما الفقراء، إنما هى مسرة لقلب يسوع حتى ولو بكوب ماء بارد.
لذلك كان أبونا الروحي يعتبر أيضاً أن معاملة العامل الفقير بمحبة أخوية صادقة هي معايشة للإنجيل عملياً إذ يقول: "نحن نعيش الإنجيل ونوقَّعه على الواقع الإنساني، ونعايش العامل والفلاح ونقدَّم له الخبز والحلوى والعلاج والمحبة". وقد مارس أبونا الروحي هذا المفهوم المسيحي منذ أن كان راهباً في دير الأنبا صموئيل. فقد قال: "أنا عايشتُ الإنسان الذي يشقى في معاناته، وعملتُ معه في كل أعماله التي يكدُّ فيها العامل، فقد بيَّضتُ حوائط وعملتُ سقايل للبناء، وبنيتُ بالحجارة وحملتُ قروان الأسمنت وليَّستُ الحوائط بالطين ونزحتُ مراحيض". كما قال قداسته إنه لما غطَّى العمال في البرد في دير أنبا صموئيل كان لهذا العمل تأثير هائل كما ذكرنا سابقاً.
على أن محبة الأب متى المسكين للعمال كانت تتجلى بصورة واضحة في سخاء عطائه بالهبات والهدايا المادية والنقدية والطعام والحلوى للعمال، والبركات للبدو، كما رأينا سابقاً.
على المسيحي أن يعامل الآخرين، سواء كانوا عمالاً أو خداماً، كإخوة أحباء. فالمسيحي لا يعرف الطبقية ولا يحس بالعنصرية، فالعمال الذين يعملون معك هم وديعة من الله يسلمها لك أول النهار ويستلمها منك آخر النهار. فاحترس جداً لئلاَّ تُحزن المسيح بسببهم.
(كتاب السيرة التفصيلية ص 321)