أقوال الله شهادة حيه ثابته غير متغيرة لأنها من فم الله تخرج، وهي لا تخرج في الفراغ لكنها تتجه من الله للإنسان، وأول ما يسمعها فأنه يسمعها في بيت الرب الذي هو مكان تجليه الخاص ليتكلم مع شعبه، لذلك يقول المُرنم: شهاداتك (أَقْوَالُكَ) ثابتة جداً، ببيتك تليق (يَنبغي) القداسة يا رب إلى طول الأيام (مزمور 93: 5)
وبالطبع حسب إعلان الكتاب المقدس في العهد الجديد في سفر الأعمال فأنه يقول: العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي كما يقول النبي؛ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أعمال 7: 48؛ 17: 24)
لذلك ينبغي أن نبحث على أين يسكن العلي، لأنه يسكن في بيته الخاص لأنه مكتوب: وأما المسيح فكابن على بيته، وبيته نحن، أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية (عبرانيين 3: 6)
فنحن بيت المسيح الرب الشخصي، هيكله الخاص المختوم بسر الختم المقدس، لأننا نلنا مسحة المسيح الرب الخاصة، وروح الله يسكن فينا على نحو شخصي، لأن هذا هو وعده للإنسان منذ بداية تاريخ الخلاص الذي أُعطي بوعد ليتم في ملء الزمان حسب التدبير، لذلك مكتوب كتنبيه لنا عبر الدهور، لكي ننتبه لروح القداسة والتقوى:
+ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان! فأنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً = والكلمة صار جسداً وحل بيننا (فينا) ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً (2كورنثوس 6: 16؛ يوحنا 1: 14) + اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم، أن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هوَّ (1كورنثوس 3: 16، 17)
وبما إننا البيت المقدس الذي لله الحي، علينا إذاً أن نطرح عنا كل شرّ وشبه شرّ ونُمسك في المسيح الرب سر حياتنا وقداستنا الخاصة، لا نسكت ولا ندعه يسكت ساعين في صلاتنا أن ننال تلك القوة السماوية التي تجعلنا نزداد في القداسة، ونُصغي لكلمة الله ليلاً ونهاراً متفكرين بها مصلين في الروح القدس لننال قوتها فينا لكي تنغرس في قلبنا فتخلص نفوسنا، وترفع كل غشاوة عنا وتفتح بصائرنا لكي نرى النور المشرق في وجه يسوع: