رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“لقد أتى للشهادة ليشهد للنور” !
لاهوت انجيل الفصح ( يوحنَّا1: 1-17). القدِّيس صفرونيوس البلغاري أيها السامعون المسيحيون الصالحون ، إنه كما أنَّ نور الشمس ينير الطبيعة ويُفرِّح العالم ويُظهر الخلائق المتنوعة لكي تفتكر فيها النفس العاقلة هكذا وإنجيلنا المقدَّس اليوم يصدر أشعةً واضحةً أسطع من الشمس التي تنوِّر وتهدي كلَّ نفسٍ مسيحية إلى معرفة اللاهوت المثلث الأقانيم – الآب والابن والروح القدس وتجعل حكمة الله الكثيرة التنوع واضحةً ( أفسس3: 10 ) وتبين لنا بوضوح كينونة يسوع المسيح الأزلية مع الله الآب من خلال قراءتنا إنجيل يوحنَّا:“في البدءِ كان الكلمةُ والكلمةُ كان عندَ الله وإِلهاً كان الكلمة هذا كان في البدءِ عندَ اللهِ كلٌّ بهِ كان، وبغيرهِ لم يَكُنْ شيءٍ ممَّا كُوّن بهِ كانتِ الحياة والحياةُ كانت نورَ الناس والنورُ في الظلمة يُضيءُ والظلمةُ لم تُدْرِكْهُ كان إنسانٌ مُرْسلٌ منَ الله اسمُهُ يوحنَّا هذا جاءَ للشهادة ليشهدَ للنور. لكي يؤْمِنَ الكُلُّ بواسِطَتِهِ لم يَكُنْ هو النور بل كان ليشهدَ للنورِ كان النورُ الحقيقيُّ الّذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم في العالمِ كان والعالمُ بهِ كُوّن والعالمُ لم يعرفْهُ إلى خاصَّّّتِهِ أتى وخاصَّتَهُ لم تَقبَلْهُ فأمَّا كلُّ الّذين قبِلوهُ فأَعطاهُم سلطاناً أن يكونوا أولاداً لله الّذين يؤْمنونَ باسمِهِ الّذين لا من دمٍ ولا من مشيئَةِ لحمٍ ولا من مشيئَةِ رَجُلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا والكلمةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا ( وقد أَبصَرْنا مَجْدَهُ مجدَ وحيدٍٍ من الآب ) مملوءاً نِعمةً وحَقَّاً ويوحنَّا شَهِدَ لهُ وصرخ قائلاً هذا هو الّذي قلتُ عنهُ إِنَّ الّذي يأتي بعدي صار قبلي لأَنَّهُ مُتَقَدِّمي ومن مِلئِهِ نحنُ كُلُّنا أَخذْنا ونعمةً عوضَ نعمةٍ لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطيَ وأَمَّا النعمةُ والحقُّ فبيسوعَ المسيحِ حصلا”( يوحنَّا1: 1-17). إنَّ إنجيلنا اليوم الّذي يعرضه لنا اليوم النسر المحلِّق عالياً الّذي طار دون أن يعترضه شيءٌ إلى ما فوق الرتب الملائكية التسعة قد عبر حدود النور الغير المُدرك منه واقترب من اللاهوت الغير المدنى منه وقد رأى في أحضان هذا النور كلمة الله الكائن أزلياً منوِّراً ومفرِّحاً كلَّ واحدٍ . إنَّ يوحنَّا الّذي رأى اللاهوت المثلث الأقانيم ينذر بصوتٍ عالٍ كلَّ الهراطقة الّذين يقولون بأنَّ المسيح هو خليقة وليس إلهاً وأنه لي مساوياً للآب والروح القدس في الجوهر . وأما نحن الأمناء فينيرنا كالبرق بنور الروح القدس وبمعرفة ابن الله ، والّذي يظهره لنا كموجودٍ في البداية الكائنة أزلياً والتي لا بدء لها . ويقدِّس بهذا النور ذهننا لكي يعرف ابن الله الحقيقي الّذي هو مساوٍ للآب في الجوهر . وإن لم يكن المبشِّر السماوي قد أخبرنا بذلك لكان الكثيرون منا قد ضلُّوا فيما يختصُّ بالحقُّ عن طريق الشكِّ بالمسيح . لأنه ولو كان المسيح قد وُلِد من عذراء وصنع الكثير من المعجزات ، فإنه إن لم يكن أحدٌ قد بيَّن لنا مساواته لله الآب في الجوهر لكان رجاؤنا حينئذٍ مقترناً بالشكِّ ، ولكن الآن فإنَّ كلَّ الشكِّ قد زال بوساطة صوت يوحنَّا القدِّيس . فإنه قد ارتفع يوحنَّا في تأمله أسمى سمواً من الشيروبيم ومن الآباء والأنبياء ومن بقية الإنجيليين . لأنَّ موسى قد ابتدأ في التكلُّم عن الخليقة:” في البدء خلق الله السماوات والأرض .” ( تكوين1: 1 ) ، وأما يوحنَّا فابتدأ يتكلَّم عن الخالق:” في البدء كان الكلمة.” لم يتفوه عن أمورٍ أرضيةً وبشريةٍ بل تفوه بأمورٍ إلهيةٍ وسماويةًٍ كصديقٍ لملك الملائكة . ولذلك فهو يتكلَّم بأكثر سموٍّ من الملائكة لأنهم كخدَّام لا يعرفون بالتدقيق الأسرار الملكية الّتي يكشفها لنا القدِّيس يوحنَّا اليوم . ولذلك فنحن بحاجة الآن إلى الصمت والانتباه لأنه ما يكلِّمنا عن الخلائق بل عن خالق الخلائق وعن كلمة الله المساوي في الجوهر الّذي رأى فيه يوحنَّا أنه مساوٍ للآب والروح القدس فيقول عنه :” في البدء كان الكلمة . إنَّه يسمي بدايةً اللاهوت الّذي لا نهاية له ذاته ، والّذي لا بداية له ولا نهاية ولا حد . أما اللاهوت فليس هو بدايةٌ لكلمته الأزلي بل لكلِّ خليقةٍ التي لها بداية منه ، لأنَّ كلَّ خليقة مرئية ولا مرئية تأخذ بدايتها منه . وأما أنَّ الكلمة هو في البدء أي في داخل اللاهوت فيظهر ذلك مساواته في الجوهر وأزليته مع اللاهوت ، لأن اللاهوت أبدأً لم يكن بدون الكلمة والآب – بدون الابن . وبما أنَّ الكلمة هو مساوٍ للاهوت في الجوهر فبالتالي فإنَّ الكلمة ذاته هو ذلك اللاهوت عينه . ويقول : في البدء . أي ” في داخل اللاهوت ” كيلا يقول أحد الهراطقة بأنَّ هذا الكلمة هو أصغر من اللاهوت لأنه يحتويه لأنه عندما كان الكلمة داخل اللاهوت في البداية فإنه ليس أصغر منه منذ البداية ولا يمكنه أن يصغِّر ذاته فيما يختصُّ بكينونته ومساواته . ولكن انظروا بأنه بعدما بيَّن يوحنَّا مساواة الكلمة للاهوت في الجوهر قد بيَّن بوضوحٍ أزليته مع الله أيضاً ، قبل كلِّ الدهور والخلائق حين قال: وكان الكلمة عند الله . لقد دعا تلك البداية الأولى إلهاً وقال بأنه في الله وليس في كائنٍ آخر ، لأنه في حينها لم تكن موجودةٌ أية خليقة مجلوبة لقد كان موجوداً اللاهوت المثلث الأقانيم فقط قبل كلِّ الخلائق والأزمنة . وبما أنَّ ذلك الكلمة لم يكن له فيما يكون في أيِّ شيءٍ آخر سوى في اللاهوت والله فإنَّ هذا الكلمة ذاته هو عين ذلك اللاهوت والإله . وحتى يبيِّن ذلك قال يوحنَّا بوضوح : وإلهاً كان الكلمة ، إلها كائناً أبداً ، لا بداية له أزلياً لا يُدنى منه الّذي هو دوماً مساوٍ في الجور وجالساً على العرش وله الطبيعة ذاتها وغير منفصلٍ عن الآب والروح القدس . إنَّ ذهن هذا الإنسان المتأله هو مدعاةٌ للعجب هنا لأن كلماته التي تبيِّن مساواة الابن للآب في الجوهر وأزلية كينونته ومساواته هي أسطع من الشمس . لأنه قد ابتدأ باللاهوت الغير المدنى منه والّذي دعاه بدايةً والّذي لا بداية له وبعدئذٍ قد أظهر الكلمة في اللاهوت المساوي للاهوت . وبعد ذلك لكي يغلق أفواه المبتدعين ولكي يُظهر بأنَّ هذا الكلمة هو خالق وإله جميع المخلوقات ، الّذي خلق الطغمات الملائكية ، السماء والأرض والمياه والرياح والأزمنة وكلَّ شيء آخر قد قال : كلُّ شيءٍ به كان ومن دونه لم يكن شيءٌ مما كان . وذلك حتى يخزى هنا الهراطقة الّذين يزعمون بأن ابن الله مخلوق . فإنه كيف يمكن أن يكون مخلوقاً ذاك الّذي خلق كلَّ مخلوقٍ ؟ وكيف يمكن أن يكون دهرياً ذاك الّذي خلق الأزمنة والسنوات ؟ إنَّ هذا الخالق العجيب هو بالحقيقة أزليٌّ وغير مخلوقٍ بل إنه مولود من الله الآب قبل كلُّ الدهور وذلك ليس بجسدٍ بل غير منفصل عن لاهوت وكينونة الآب . وذلك على مثال كلمتنا ونفسنا . لأنَّ نفسنا لديها كذلك ذهناً وكلمةً وروح ثلاثة أقانيم في كائنٍ واحدٍ غير مرئي . وكلمتنا لديها ولادةً مزدوجة كذلك – فإنها تتولد أولاً في ذهننا في النفس اللا مرئية ولا تنفصل عن الذهن . بعد ذلك تلد بوساطة الفم وترتدي الصوت كما بجسد وتظهر هكذا وتدخل في سمع الناس وتدنو من ذهنهم وتكشف لهم النوايا القلبية بوساطة الصوت وأما هي نفسها فلا تنفصل أبداً عن الذهن . لأنه لو كانت قد انفصلت ذات مرة فإنه لو قلنا كلمة لغدونا عجماويين محرومين من الذهن ولكنَّ ذلك ليس كذلك لأن صوت الكلمة يختفي في الهواء وأما الكلمة فتبقى غير منفصلة عن الذهن . هكذا ذلك الكلمة المسيح الأزلي لديه ولادة مزدوجة أيضاً : فالولادة الأولى أزلية حيث أنه ولد عندها في داخل اللاهوت بسطوعه الدائم ولكن بشكلٍ غير منفصلٍ لأنه لا ينفصل ولا يترك الآب كما ينفصل المولود عن المرأة لكنه أقنومٌ آخر لا يُدنى منه مختلفٌ عن أقنوم الآب ولكنه غير مختلفٍ ولا منفصل عن الكيان الإلهي . وكما أنَّ ذاك الإله عينه هو وحده يعرف ولادته وأما عن المخلوقات فهي مخفية – ليس فقط عن الناس بل وعن الملائكة . وأما ولادة كلمة الله الثانية فهي الولادة الجسدية الّتي لبس فيها الكلمة بدل الصوت جسداً لأنه يقول : جسداً . وصار الكلمة جسداً . إنَّ كلمة الله هذا قد صار إنساناً مثلنا لكي ينير ذهننا ويكشف لنا مشيئة اللاهوت ( مشيئة الله ) حتى نعرف الله الّذي يعطي حياةً أبديةً لأولئك الّذين يعرفونه ولذلك قال يوحنَّا: فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس الّذي به يظهر بوضوح بأنه في هذا الكلمة الإلهي في ابنه الوحيد توجد حياة أبدية لا نهائية ونوراً غير قابل للصيرورة ، نور الحكمة والرشد . وأما بقوله : ” والحياة كانت نور الناس ” فيقول كما أنَّ الظلمة الأبدية هي ظلام بالنسبة للخطأة هكذا والمسيح الحياة الأبدية هو نور وفرح الأبرار . والنور يضيء في الظلمة وأما الظلمة فلم تدركه . إنَّ نور اللاهوت هو كلمة الله وأما الظلمة فهي الطبيعة الخاطئة . الظلمة لم تدركه أي أنه لم يصنع خطيئةً . وأيضاً : فإنَّ الظلمة هي عبادة الأصنام وكثرة الآلهة الوثنية الّتي لم تظهر نور المسيح الحقيقي ولكن ظلمة الخطيئة وعبادة الشيطان قد اضمحلَّت من قدومه . وأيضاً : فإنَّ الظلمة هي الجسد المائت والظلمة المميتة اللّذين لم يقدرا أن يغلبا الحياة الأبدية بل إنَّ الموت عينه قد أميت منه وعذابه قد هلك ، لقد أُهلكت مملكته وطُردت ظلمته . ولذلك أُرسل يوحنَّا كمثل صوتٍ أمام كلمة الله لكي يشهد للنور ( للمسيح ) حتى يبصر الجميع النور أعني ابن الله ويؤمنوا باسمه لأنه هو النور الّذي ينير كلَّ إنسانٍ يولد غي العالم بنور مرئيٍّ وروحيٍّ . إنَّ هذا النور عينه كان في العالم مخفية في جسد طبيعة المسيح البشرية . والعالم به كان افهمْ بذلك: عالماً ثلاثياً . فالعالم الأول هو العالم الغير المرئي – الملائكة . والثاني هو السماء والأرض وكلُّ شيءٍ عليهما . أما الثالث فهو العالم الآتي الّذي خزنت فيه حياتنا الأبدية . إنَّ هذا الكلمة الّذي هو الإله والخالق الحقيقي للكل قد صار إنساناً بالجسد وأخذ جسداً من العذراء مريم الكلية الطهارة بوساطة فعل الروح القدس بلا زرعٍ والّذي به حجب نوره الإلهي كما بحجابٍ . لقد صار إنساناً ليخلِّص الناس لقد أتى إلى العالم ولكنَّ العالم لم يعرفه ولا يقول يوحنَّا :” لا أحد عرفه ” بل إنه يقول : العالم يعني أولئك الّذين يفتكرون بالأمور الدنيوية والأرضية . لقد جاء خاصته وخاصته لم تقبله . يدعو يوحنَّا بالخاصة اليهود لأنهم هم أولاً قد صاروا خاصةً لله بوساطة الناموس والأنبياء . لقد أتى إليهم ولكنَّهم بإيمانهم الفاسد لم يقبلوه وأطبقوا عيونهم لكي لا يبصروا النور الحقيقي . إنهم لم يقبلوا النور الحقيقي والحياة الأبدية حتى يثبتوا برَّهم . وأما لجميع الّذين قد قبلوه فأعطاهم فرصةً ( باللغة السلافية : سلطاناً ) لئن يصيروا أبناءً لله . إنَّ هذا السلطان هو قوة المعمودية لأنها هي الّتي تجعلنا أبناءً لله وبها نُستنار بوساطة الروح القدس ونولد من جديدٍ للحياة الأبدية . بعد أن نخلع خطايانا ونتسربل بالروح القدس . لأنه من يعتمد يقبل المسيح ويولد من الروح القدس ويصبح ابناً لله ووارثاً للملكوت السماوي . إنَّ هذه الموهبة ليست منا ولا من مشيئة جسدٍ بل إنها قد أُعطيت لنا من النعمة الإلهية ومن روحه القدُّوس لأولئك الّذين آمنوا بالمسيح وقبلوه بفرح ومحبة . ولذلك يتوجب على كلِّ معتمد أن يحفظ نفسه من الخطيئة . لأنه من يحفظ وصايا الله جيِّدا سيكون ابناً لله ليس بالطبيعة بل بالنعمة الإلهية ، وإلا فسيكون غريباً عن الله . إنَّ أولئك الّذين هم متواضعون وودعاء وبلا خطيئة هم أولادٌ لله . من أجلهم صار كلمة الله إنساناً لكي يصير لهم أباً وأما هم فيصيرون له بنين وبناتٍ . ولدى سماعكم بأنَّ الله قد صار متجسداً فلا تظنُّوا بأنه قد غيَّر لاهوته إلى جسدٍ أو الجسد إلى لاهوتٍ لكن اعلموا بأنه قد حفظ الطبيعتين كاملتين معاً أي أنه صار إلهاً وإنساناً كاملاً ذو جسدٍ ونفسٍ عاقلةٍ مثلنا ما خلا الخطيئة في أقنومٍ واحدٍ . فليخزى هنا الهراطقة الّذين يزعمون بأنَّه ليس للمسيح نفسٌ عاقلةٌ مثلنا بل كان له بدلاً منها اللاهوت الحي . ويجعلون بذلك جسد المسيح بلا نفسٍ واللاهوت المنزه عن الأهواء غير منزه عنها لأنه لو كان كذلك لكان على اللاهوت أن يتعذَّب على الصليب ويموت أيضاً . ولكنَّ الروح القدس قد أغلق أفواه جميع المبتدعين حيث قال :” وصار الكلمة جسداً ” . لأنَّ النفس غير مرئية أما الجسد فمرئيٌّ ولذلك قال أيضاً : ” صار الكلمة جسداً .” ولكي نفهم بأنَّه قد قبل نفساً وجسداً معاً اللتين رفع بهما طبيعتنا إلى لدن عرشه المجيد . لقد رأى يوحنَّا هذا السرَّ العظيم واعترف به بصوتٍ عال : قد رأينا مجده . إنه يسمي مجداً تواضعه الّذي به صار إنساناً ووُلد في مغارةٍ وهرب إلى مصر . لقد رأينا مجده عند الحبل به وولادته . عند الحبل به – الروح القدس وأما عند ولادته – فالنجمة والملائكة الّذين كانوا يرتِّلون . وقد رأينا مجده أكثر بكثيرٍ حينما كبر في السن لأنه لدى عماده يقول الآب ذاته : هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا ( متى17: 5 ). وبعد ذلك فإنَّ هذا الابن ذاته قد أظهر لنا مشيئة الله وتمجَّد في العالم بأسره . لقد رأينا مجده أيضاً حينما طرد الشياطين وأبرأ المرضى العميان والعرج والبكم وحينما تزلزلت الأرض عند صلبه والشمس أخفت أشعتها من شدة أسفها على خالقها والصخور تشقَّقت والقبور تفتَّحت . هذا هو مجد ابن الله الّذي صار إنساناً ونزل حتى الجحيم وأمات الموت الأبدي بموته . أخلى الجحيم وأخرج من داخله الآباء والأنبياء والأجداد المسجونين فيه وقادهم إلى الحياة الّتي لا نهاية لها . وبعد أن قام بقوته الإلهية صعد بجسده إلى السموات حيث كان منذ البدء . وأرسل من هنالك الروح القدس للرسل الّذي به أغلقوا أفواه المبتدعين وأرسلهم كمبشِّرين إلى جميع الناس ولكي يشفوا كلَّ مرضٍ ويبرهنوا على قيامة الأموات . لقد كان للمسيح هذا المجد من الآب أي من ذاته . لأنه قد تمجد أنبياء كثيرون ولكن من النعمة الإلهية وليس من ذاتهم . أمَّا ابن الله فله مجد أزليٌّ من تلقاء كيانه الإلهي . وفيه يكمن كلُّ المجد وجميع الصالحات الّتي أعدها هو من أجلنا على مرأى العالم أجمع . ونحن قد قبلنا نعمةً منه أي استنارةً لنفوسنا ، تطهيراً من خطايانا وحياةً خالدةً . لأنَّنا كلُّنا نحيا فيه وبه أصبحنا ورثةً لملكوته السماوي ونعمته . ليكن له المجد إلى أبد الدهور . آمين . (من كتاب ” الآحاد ” للقدِّيس صفرونيوس البلغاري) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعد أن انتهت وجبة الفصح الرمزي، وأَكَلَ لحم الفصح مع تلاميذه |
من الفصح الأرضي إلى الفصح السماوي في الكتاب المقدس |
أحد الفصح هو إعلان الفصح |
ما هو لاهوت لاهوت العهد الجديد؟ |
(عيد الفصح عيد الفصح) سيدر |