رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقال مفيبوشث للملك: فليأخذ (صيبا) الكل أيضًا بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته ( 2صم 19: 30 ) عرف مفيبوشث النعمة في معانيها السامية التي غيّرت حاله من البُعد والجدوبة في لودبار إلى القُرب وحلاوة الشركة على مائدة داود. تعلق قلبه به جدًا، وعرف معه طعم الهناء. لكن جاء يوم فيه وجد نفسه في أورشليم، ومحبوبه بعيد عنه، وهو لا يستطيع بسبب إعاقته أن يصل إليه. نعم، لقد أُلزم على البقاء، لكن قلبه لم يكن يسكن هناك، ونحن ما زلنا مُلزَمين بالبقاء في العالم هنا، فأين تسكن قلوبنا؟ هذا ما يحدد توجه حياتنا. يقول الكتاب: «ونزل مفيبوشث ابن شاول للقاء الملك، ولم يعتنِ برجليه، ولا اعتنى بلحيته، ولا غسل ثيابه، من اليوم الذي ذهب فيه الملك إلى اليوم الذي أتى فيه بسلام» ( 2صم 19: 24 ). أليست هذه أبسط حقوقك الطبيعية يا مفيبوشث؟ أوَ كان يُحسب عليك قلة محبة لو اعتنيت برجليك ولحيتك؟ أو تُنعت بنقص في التكريس لو غسلت ثيابك؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك، لكن القلب كان في لوعة على الحبيب الغائب، كل يوم في ذكراه، وكل لحظة في ترقبه؛ فمن أين بمساحة في القلب والفكر لمثل هذه الأمور؟ ثم كيف له أن يطلب راحة في مدينة رفضت سيده؟ وهل لنا أن نتنعم في زمان رفض المسيح؟ أو نخلد إلى الراحة وهو بعد لم يأخذ مكانه. وكما أن احتياجاته لم تشغل فكره، فإن الممتلكات لم تملك قلبه. فردًا على قرار داود «أنت وصيبا تقسمان الحقل»، نسمعه يقول: «فليأخذ الكل أيضًا بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته». فما هي الحقول والممتلكات، حسابات البنوك والعقارات، الشهرة والإنجازات،؛ هل يبقى بريق لمثل هذه الأشياء أمام مُحيا المخلّص يوم نلقاه؟ ثم دعنا نسأل أنفسنا: وهل لمثل هذه الأشياء من بقاء؟! لم تكن الأرض هي ما يريد بعد أن تحقق له أقصى ما كان يصبو إليه في عودة الملك الذي صنع معه كل هذا المعروف والإحسان. وأ ليس الأمر كذلك عندما تربح النعمة قلبًا للمسيح؟ ليت قلوبنا به تكتفي، وبحبه تمتلئ، فعن المنظور نُفطم، ونختبر بعضًا من نفحات اللقاء ولمحات السماء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إِذ يحل المسيح في القلب بالإيمان يسكن فيه السلام والفرح |
القلب الذي يسكن يسوع فيه |
القلب اللى يسكن فيه يسوع |
سلام القلب يسكن فى الخادم |
القلب يشكو لذاته |