لو ان طفلاً صغيراً فى قرية بكينيا قال لصديقه إنه ذاهب إلى نيروبى فى اليوم التالى, فنصحه الصديق ألا يذهب, لأن شوارع نيروبى متسعة وبها حركة مرور سيارات مستمرة, وذهابه يعرضه لإصابته بحادث. وأكمل الصديق حديثه بأنه سيبقى فى القرية كل أيام حياته حتى يضمن عدم تعرضه لمخاطر حوادث السيارات.
هل يتمتع الطفل الصغير بالسلام الحقيقى والسعادة, لأنه يبقى كامناً فى قريته حتى أخر نسمه فى عمره؟
ليس فى هذا القرار تمتعاً بالسعادة الحقيقية, لكن إذ يذهب الطفل مع والده إلى نيروبى, ويضع يده فى يد والده يسير فى الطريق فى أمان, وينعم بخبرات جديدة.
تعرٌضنا للتجارب ومحاربات العدو لا يفقدنا سعادتنا الداخلية, مادمنا نتكئ على صدر الآب, وننعم بقوة الصليب, ونسلك تحت قيادة روح الله القدوس.
لحظات صراعنا مع الخطية, هى من أروع لحظات عمرنا, نختبر فيها سعادتنا بالله واهب الغلبة, فننمو فى السعادة بالمخلص, وننطلق من مجد إلى مجد.
إننا نتساءل: هل فقد يعقوب سعادته وهو يصارع مع الله حتى الفجر (تك26:32)؟ مستحيل! إنها من أسعد ليالى عمره فقد تمتع بمباركة الرب له. هكذا نقضى حياتنا أشبه بليلة رائعة فى صراع حب مع الله, قائلين: لن نتركك حتى تباركنا! وإذ يحل فجر يوم الرب العظيم ننعم بشركة المجد معه!
صراعنا للنمو فى الشركة مع الرب, وفى تحطيم قوى إبليس يضيف إلى حياتنا رصيداً مستمراً من السعادة الحقيقية. إننا لا نخاف الخطية, حتى إن سقطنا فيها عن ضعف, مادمنا فى أحضان إلهنا الذى يقيمنا