هل قلبك سماء ؟

[Ramez5]

سأل الفريسيون الرب يسوع
"متى يأتى ملكوت الله " لو20:17

فسحب الرب يسوع افكارهم وقلوبهم من الانشغال بنهاية الازمنة
وبداية الحياة السماوية الى التمتع الواقعى بالملكوت عربون السماء
واجابهم قائلا " ها ملكوت الله داخلكم " لو21:17

رفع الرب انظارنا الى السماء المقامة داخل قلوبنا لنراه متجليا فينا

لذلك يقول القديس اغسطينوس بانه حينما نصلى
" ابانا الذى فى السموات " لا نرفع انظارنا الى فوق
بل ننسحب الى اعماقنا الداخلية لنراه يقيم ملكوته السماوى فينا
فلنفهم جيدا الكلمات " الذى فى السموات " على انها الذى فى القديسين والابرار
لان الله لا يحده مكان معين فالسموات هى الجزء المرتفع عن الاجسام المادية فى العالم .


فان اعتقدنا بان الله كائن فى الجزء العلوى من العالم فستكون الطيور افضل منا لانها تحيا بالقرب من الله .

كما انه لم يكتب قريب هو الرب من طوال القامة او من سكان الجبال العالية المرتفعة الى فوق

بل قال " قريب هو الرب من المنكسرى القلوب " مز18:34
فالرب قريب من القديسين والمتواضعين

اخى الحبيب .....
ان افضل سماء يريد الرب ان يسكنها هى قلبك.... فهل قلبك سماء ؟
هل الله يملك على قلبك ويجد راحته فيه ؟
ربما تتسائل : انى لا ارى السماء داخلى ....لماذا ؟؟
ذلك لان قلبك يرتبك بهموم الحياة ولذاتها..لو14:8
فتفسد بصيرتك الداخلية وتفقد الرؤية السماوية
ولكن اذا تنقى قلبك منها سترى جمال الله فيك ستتقدس كل مشاعرك واحاسيسك ولن تجد شبعا الا فيما هو سماوى

وحينئذ ستهلل قائلا : ماذا ينقصنى ؟ هوذا ملك السماء والارض ساكن فى......هوذا خالق الكل يتجلى فى اعماقى .

" اة من حبك يا الهنا فالذين ذاقوا عظمة حلاوتك صاروا اعداء كل لذة "
( الشيخ الروحانى )
" السموات هى القديسون الذين يرفرفون فوق الارض حاملين الرب "
( القديس اغسطينوس )
سأل احدهم ولدا صغيرا : اذا اخبرتنى اين يوجد الله فسأعطيك برتقالة
فأجابه الولد : اذا اخبرتنى انت اين لا يوجد الله فسأعطيك برتقالتين
نعم ان الله فى كل مكان ومكان راحته هو قلبك بالذات قلبك هو سماؤه.

فهل تفتح له قلبك ؟؟

يقول القديس مار اسحق : " نق نفسك فترى السماء داخلك. "

" اجعل يارب قلبى الصغير سماء لسكناك وارفع صوتى بالتهليل كشبه السمائيين ."