رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حنـــــــــة من الشخصيات النسائية المميزة جداً بالنسبة لي حنه، فقد كانت تعاني من العقم حيث لم يعطِ الله لها أبناء. ولكني أجد أن العقم ليس هو العقم الجسدي فقط ولكنه العقم الروحي أيضاً، فكثيرا منا يولد من آباء مسيحيين محروماً من الأبوة السماوية، متمتعاً فقط بالأبوة الأرضية. ولكن حنه طلبت الآب السماوي وبكت بكاء شديداً حتي أن الكاهن اعتقد أنها سكرانة، فهي وصلت لحالة من الإحباط واليأس الشديد الذي أقنعها أنه لا مفر من طلب وجه الإله، فطلبته عن ثقة وعن يقين أنه هو المنقذ لما هي فيه، ولا يستطيع أحد آخر مساعدتها. كثير منا يلجأ للأشخاص لكي يقدموا له المساعدة والمعونة، ولكن حنة فعلت الصواب، طلبت والرب استجاب وسمع الصراخ الصامت، فلم يردها فارغة أبدا، بل أعطاها صموئيل، الذي صار نبياً عظيماً وقائداً للشعب. نعم، اسألوا تعطوا واقرعوا يفتح لكم ويعطَى أيضا أكثر مما نطلب أو نفتكر. أعطني يارب إيمان حنه لأرى مجدك وغناك في حياتي، فالحياة مليئة بالتحديات الكثيرة، فإما أن أصارع وحدي وأواجه الأمر بمفردي، أو أطلب المعونة من الله، فإن لم نطلب فلن نأخذ، والله يعطينا أكثر مما يمكننا أن ندركه. إن الإيمان يمكن أن يفعل المعجزات. فلنؤمن فقط ونصلِّ من أجل الإيمان. فيارب، أعطني إيماناً مثل إيمان حنه لكي أضع ثقتي فيك وأتكل عليك مهما شككوا في إيماننا أو فعلوا مثل عالي الكاهن الذي ظن أنها سكرانة. فكثيراً ما نواجه روح الإحباط والفشل والاستهزاء من الآخرين، مثلما واجهته حنه من عالي الكاهن، ولكنها صمتت وتحملت تلك النظرات منه، والتي تحمل الكثير من الاساءة في داخله لها. فمثلا، كان يسأل في نفسه عما أتى بهذه المرأة السكرانة إلى هنا، كما وبخها توبيخاً شديداً. فهي كانت مُرَّة النفس، كما قال الكتاب، ومن المؤكد أن كلام عالي زادها مرارة وانكساراً أكثر، ولكنها طلبت منه أن يطلب من أجلها، وواجهت الموقف بإصرار علي أن تنال ما أتت من اجله، فلم تواجَه بخيبة أمل، لكن طلبت ان تأخذ وتنال الاستجابة. ما هذا الإلحاح؟ ما هذه القوة؟ فنحن عندما نمر بتجربة يكون الغرض الإلهي هو تقوية إيماننا، فالله صالح يعطي منفذ وقوه وفرح، حتي في وقت الألم والتجارب. فإن لم تؤمن حنه لما أتى صموئيل، وإن لم تؤمن لما فرح قلبها بالرب، وإن لم تؤمن لما رأت مجد الله في حياتها. نعم، والأمر الذي يدهشني في حنه أنها وعدت الرب أن يكون خادماً له في الهيكل، فكيف بعد كل سنوات الانتظار تتنازل عنه هكذا وتقدمه للهيكل؟ ولكنها كان عندها إيمان أن الله سيعوضها عنه، فإن الله قد أعطاها أبناء آخرين بعد صموئيل.. الله افتقدها بغنى ورحمة وعزة، ورفع عنها العار. نعم، إنه كان عاراً لمن لا تنجب، فهي تعد امرأة ناقصة جدا في مثل هذا الوقت. إن الله أعطاها وملأ بيتها بالأولاد، فيالعمق إيمانك يا حنه! فلنطلب الله ونكرِّمه من أجل عطاياه ونفرح به مثلما فرحت حنه بالرب وأشبعها من خيره |