رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال سأله جاهين من قبلنا: خرج ابن آدم من العدم قلت: ياه! رجع ابن آدم للعدم قلت: ياه! تراب بيحيا.. وحي بيصير تراب الأصل هو الموت ولا الحياة؟ وعجبي. وأنا كمان عندي نفس الحيرة، كثيفة ريحة الأحزان ومعبية المكان وصعب قوي ومؤلم فراق الحبيب، وأنا إنسان ما بصدق ألاقي إنسان أشوف نفسي معاه، بفرح لما يكون أبويا ضهري ويكون جوزي سندي وتكون أمي وطني وصحبتي رحلة مبتنتهيش، بتعلق بيهم وبرتبط، بتعلق وبعتمد. ومين فينا مش بيتسند على حبايبه؟! دول حتى قالوها زمان "دنيا من غير ناس ما تنداس"، وأنا دنيتي صغننة وناسها على أدّها، هم الناس، مفيش واحد فيهم يغني عن التاني، شايلين همي ووجودهم هو الحياة.. وبكبر وبتكبر قصتي معاهم وجذورهم بتتمد جوايا ومش بتتقلع وانفصالي عنهم بعيد عن خيالي، ورغم حقيقة الموت اللي محدش بينكرها، بنساها أو بتناساها، لكن التناسي مش بيمنع الصدمة، بالعكس يمكن هو اللي بيعملها، وبفترق عنهم، واحد ورا التاني ياخده الموت مني، وكل مرة بحاول أصبّر نفسي وأحزن والحزن يملاني، لكن برجع وأقوم من تاني، ما هي الدنيا لازم تمشي مهما فارقنا حبايبنا. مش عارفة ليه المرة دي مش قادرة أقوم، وبكل كياني مش لاقياني، واقعة مني، مهزوزة قوي كأني فوق مركب والموج عالي، اصل المرة دي فقدت اللي بيديني الطعم لأيامي، كان هو كل أحلامي، كان القلب والدفا والدنيا الحلوة، لما مات ماتت الضحكة وفضلت نفسي من غير أرض ولا سما، من غير رحلة ولا طريق، فراغ فظيع بيشفطني لدايرة ضلمة، بقالي شهور مسحوبة في الدوامة دي، لا أكل له طعم ولا نوم، بروح شغلي وأنا تايهة وبتكلم مع الناس وبنسى قلت إيه، مصدومة مش عارفة ليه. رغم حقيقة الموت اللي بقولها لنفسي دايمًا، واضح إنها أفكار نظرية. أخدتني دايرة الحزن كتير لغاية ما في يوم سمعت طفلة بتتكلم في التليفزيون عن مستشفى لعلاج السرطان، ورغم إنه مكانش أول مرة أسمع الإعلان لكن المرة دي لفت انتباهي كلامها عن حب الحياة وتوقعها للشفاء ومساعدة ربنا ليها، صحيح إنه إعلان لكن أنا صدقت صوتها ونبراته، دبّت جوايا صرخة جديدة طعمها جميل وغريب، صرخة كانت بتنادي عليّ وتقولّي قومي، لسه الجمال موجود في الحياة، لسه ناس محتاجالك ومعنى عظيم مستنيكي، كلامها فكرني بكلام حبيبي اللي فقدته، كان دايمًا يقوللي:"متخليش الأحزان تقوى عليكي"، واتشديت للدنيا من تاني، دنيا فيها الحياة قصاد الموت، أولى من الموت وأعظم من الحزن حتى على اللي بيموت. جوايا بشوف اتنين: الأول عايز يغوص في نوحه ويفضل يرثي لحاله ويصدق فكرة الحزن المقدس ويسمع لمدح المجتمع اللي دايمًا بيأكد شرف التفاني في ذكرى الأحباء وبيفرح بكل شخص حياته بتتجمد من بعد وفاة أحبائهم وبيسموا كل ده "إخلاص"، والتاني بيقول لنفسه جميلة الذكرى، عظيم الإخلاص لكنه كتير بياخدنا للتوهان ونسيان قدسية الحياة ونعمتها، بينسينا إن لسه فينا نفس وروح مشتاقة تلاقي المعنى الحقيقي لوجودها، وزي البندول بروح وباجي بين الاتنين. وأسأل نفسي: هو ده الحب؟ هو ده المعنى الحقيقي للحب؟ مش حب أبدًا اللي ياخدني للانسحاب والموت البطيء ولا اللي يخليني أتحبس جوة وجعي، أنا شوية وكنت هتبلع جواها وأنسى إن الحياة هي الأصل. وكبر سؤالي جوايا وكبرت حيرتي: أنا مخلوقة ليه؟ عايشة ليه؟ عايشة أتعلّق بناس وأحبهم وبعد شوية أفقدهم! ولحد إمتى هيفضل الموت يسرق فرحتي ويهدد أيامي، ولو الحياة من غير ناس صعبة، إزاي اعتمادي عليهم وارتباطي بيهم ميشلّش حياتي ويزلزل كياني لو فقدتهم؟ الأصل هو الموت ولا الحياة؟ إزاي أحوّل خوفي لطاقة تتجدد جوايا وتكون سبب حياة لناس تانية! أكيد فيه سر.. بدوّر على تربة خصبة أمد فيها جذوري، أرض صلبة أقف عليها مهما كانت رياحي عنيفة، حياة أحب فيها الناس وأحزن لما أفقدهم لكن من غير ما تنهار حياتي وراهم.. محتاجة لكيان يطمني أرتبط بيه وأتكل عليه في أي وقت وفي أي ظروف، كيان ألجأ إليه مش بس عشان يديني القوة لكن يكون هو قوتي. يا رب: "أريدك حقيقة عملية في حياتي وليست مجرد كلمات نظرية، حقيقة متصلة وليست موسمية "لا تظهر إلا وسط الأزمات"، حول اتكالي واعتماديتي لطاقة تساعد آخرين، ساعدني أتكل عليك كل يوم". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إختار أن يفعلها هي تحديدًا |
إخبار تلاميذه بآلامه |
هختار الفرح |
الازهر يرد على إجبار المسيحيات على ارتداء الحجاب أمام الطيب |
على حسب حالتك إختار و قول |