الماء الحى

[walaa farouk]

( الماء الحي) حيث تأخذنا كنيستنا الأم الرائعة لرحلة الي حضن الأب .. الي السماء ، بعد جهاد الصيام الكبير وهو تشبيه لرحلة غربتنا وجهادنا علي الارض ينتهي بوصولنا الي السماء ( الخماسين المقدسة) ..يالعظم وغنى هذه الكنيسة ، فهي ليست الكنيسة المنتصرة التي تعلم اولادها حرية مجد اولاد الله دون الجهاد والاتضاع، وايضا ليست الكنيسة المجاهدة والمعذبة علي الارض ولكنها خليط رائع بنسب متساوية مابين الجهاد والنعمة.... وهي الان تذوقنا طعم السماء ولكي ندرك بتفكيرنا البشري الارضي المحدود ، فتقدم لنا انجيل يوحنا الذي يقدم لنا المسيح من خلال التشبيهات الارضية التي نستطيع فهمها، فالأسبوع الماضي قدم لنا تشبيه الخبز واننا لانستطيع ان نحيا بدون الخبز السمائي، والأن تقدم لنا في هذا الاحد التشبيه الثاني الذي نشبع به من المسيح ( الماء الحي) ... احبائي بعد ان تحدثنا الاسبوع الماضي عن انه لابد من الاستمرار في حياة النصرة والقيامة ان اشبع من خبز الحياة ( الجسد والدم) ، الان نريد ان نفهم ماهو الماء الحي؟ اخي الحبيب واختي الحبيبة عندما ربط السيد المسيح قصة السامرية والماء الحي، قصد ان يشير الي العاطفة والحب والشعور... ان لم يكونوا في ملئ من شخص المسيح نفسه سوف اكون فريسة سهلة وضحية للحب والعاطفة المزيفة والتي لاتشبع ابداً ( لأنَّ شَعبي عَمِلَ شَرَّينِ: ترَكوني أنا يَنبوعَ المياهِ الحَيَّةِ، ليَنقُروا لأنفُسِهِمْ أبآرًا، أبآرًا مُشَقَّقَةً لا تضبُطُ ماءً. ار ٢)
لايوجد حب بشري يملأ الفراغ العاطفي حتي الزواج!!! نعم حتي الزواج .. ان لم يملأ الله عاطفة كلا منهما لايمكن ان يرووا كلامنهما الاخر ( والمُروي هو أيضًا يُروَى . ام ١١)
فلنقترب اذا اليه بدلونا حتي يملأ كل النفس حتي لانتسول من بعضنا البعض الكلمة والعاطفة ومخازنه ملأنة وكله حلاوة ومشتهيات.. وعندما ترتوي منه تفيض علي كل من حولك....