شهادة بالقدوة : إنَّ الشهادة عمل كل مُؤمِن دُعِيَ عليه اسم المسيح وصار له المسيح نصيبا ، ًومجالات الشهادة كثيرة منها القداسة والقدوة الصالحة ، فقد كان الرسل والقديسين قدوة لنا " لكي نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا" (2تس 3 : 9) لذلك علينا أن نكون قدوة فى الأعمال الصالحة التى تمجد الله " مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة " (تي2 : 7) فالسيرة المقدسة هى علامة المؤمنين فى العالم "وان تكون سيرتكم بين الأمم حسنة" (1بط 2 : 12) فأن حياة القداسة يمكن ان تحسب مساوية للاستشهاد ، المسيحية الحقة مبنية على المحبة الباذلة والمضحية ، قال القديس انطونيوس "اجعل الرب أمام عينيك على الدوام أينما سرت ." شهادة بالفم : أن يشهد المسيحي للمسيح الذي يؤمن به ويدعو الآخرين إلي أن يؤمنون ، شهادة حق محبة فى المسيح ، واعتراف بخلاصه " فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا ايضا به قدام ابي الذي في السماوات" (مت 10: 32) فالشهادة للمسيح معناها وفاء بالمعروف ، لان إنكار المسيح خيانة ، والاعتراف به وفاء وتقدير لحبه وتكريم لدينه " وامسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين" (1تي 6: 12)كما ان المعترفين هم الذين جاهروا بالإيمان المسيحى بالفم امام الاباطرة ونالوا عذابات كثيرة ولكن لم يستشهدوا ، وكانوا مثال للقدوة والكرازة بالمسيح ، القديس اغسطينوس "الكلمة الطيبة التى تقولها اليوم ستأتي بثمرها غدا" شهادة بالدم : شهداؤنا سئلوا عن إيمانهم فجهروا به وأعلنوه فى قوة جرأة مذهلة وكانت شهادتهم كرازة للحكام ومن سمعوا شهادتهم ، وكثيراً ما ربحت شهادتهم للملكوت جموعاً امنوا بالمسيح وطلبوا أن يموتوا هم ايضاً شهداء " ولا تخافوا من الذين يقتلونالجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم"(مت10: 28)إن الاستشهاد في المسيحية ما هو إلا شهادة لبر المسيح ، وعمله الخلاصي، وفاعليته داخل النفس. النفس التي اشتعلت بالحب الإلهي لا تملك إلا أن تُظهر ما بها من حق وخير، تعلنه مهما كان شكل الظلمة الخارجية، ودون أي اعتبار للألم الوقتي أو حتى للموت. " رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم" (رؤ 9:6) ، قال القديس امبروسيوس” بموت الشُّهداء تدعمت العقيدة وازداد الإيمان وتقوَّت الكنيسة ، لقد انتصر الذين ماتوا أمَّا المُضطهِدون فقد غلبوا على أمرهم ." وقد كان للكنيسة القبطية النصيب الاكبر من الشهداء ، والكنيسة تكرمهم وتحتفل بهم فبدأوا به سنتهم القبطية بعد 284 سنة من التاريخ الميلادى ، وسمى لذلك تقويمهم بتقويم الشهداء مرادفاً للتاريخ القبطى