عن تجربتي في إرضاء الآخرين

[walaa farouk]

عن تجربتي في إرضاء الآخرين

عشت سنين كتير من عمري وانا مبعرفش أرضى عن نفسي وأقبلها غير لو شفت نظرة الرضى في عيون الناس. وده خلاني عايشة في غربة شديدة عن نفسي. مكنتش بعمل حاجات كتير كنت بحبها لأن ما عنديش وقت أعيش نفسي.. ما أنا كل وقتي ومشاعري سلمتهم لناس تانين.
ومعظم الوقت كنت بارجع مكسورة وقلبي دبلان .. وأسال نفسي: همَّ مش بيرضوا أبدًا ليه؟ كانت تجربة قاسية عليَّ جدًا أن أشوف نفسي بعيون الآخرين وعلي أساس النظرة دي أُحدد نظرتي لنفسي .. فخ كبير وقعت فيه لأني كنت فاهمة إن الحياة عمرها ما هتكون حلوة في عينيَّ غير لو فيه ناس راضية عليَّ ومبسوطة مني.
لقيتني بأفقد نفسي تدريجيً.. ومابقتش فاهمه هو أنا بحب إيه؟ وبكره إيه؟ وإيه معالم شخصيتي؟.. لحد ما قررت أسال نفسي سؤال: إيه اللي هيحصل لو الناس مارضيوش عني؟ هيحصل إيه يعني؟ وعلشان أقدر أجاوب علي السؤال ده كان لازم آخد شجاعة التجربه و أجرب ولو لمرة واحدة أقول "لأ" لحاجة أنا مش راضية عنها. أخدت نفس عميق.. وشِدّدت نفسي وخُضت التجربة .. وكانت أعمق تجربة مريت بيها ..حسّيت بعدها إني لقيتني أخيراً .. أول مره أحسني .. حلو قوي طعم الحرية. قررت أمسك في حريتي وما أسيبهاش أبدًا، وحاولت أفهم: أنا ليه عشت سنين كتير كده؟ هل خوفي من الرفض وصلني لمرحلة الأسر؟ هل عدم ثقتي بنفسي وبقدراتي خلاني أمشي ورا حد تاني يقودني وياخد لي قراراتي؟ ولا الخوف من الاتهامات أو الترك؟ تواجهت مع تساؤلاتي بكل صدق وقررت أواجه كل تحديات النمو ودخولي في سكة الشفاء.
وفي الاخر وصلت للإجابة عن سؤالي: وكانت الاجابه جوايَّ بتقول: هتكون فرصة كبيرة لي أن أري نفسي وأنا ثابتة علي قرارتي حتي لو كنت لوحدي. يكفي أن أكون ممتلكة حريتي..
قراري ده كان فيه صعوبه حقيقيه في التنفيذ والاستمرار فيه .. لان ناس كتير من اللي اتعودوا يسمعوا كلمه "حاضر ونعم" مقدروش يتقبلوا التغيير ده .. مقدروش يستوعبوا كلمه "لا" مني .. طبعا حاولوا يهددوني بالبعد والترك .. لأنهم عارفين ان دي اكتر حاجه كانت بتخوفني .. بس اللي كان بيشددني كل مره ان لِسَّه فيه شخص واحد قبلني وقبل اختياري وقراري ودعمني .. بعد فتره عملت علاقات جديده ومختلفه بس مع ناس بتحترم حريتي وتفردي.
حقيقي فرق شاسع بين إني اكون عايشه أعمل حاجات مش راضيه عنها علشان شخص تاني يكون راضي وبين إني أكون نفسي حتي لو محدش رضي عني.