515 - هرب يعقوب من وجه اخيه عيسو وغضبه وتهديده بأن يقتله . وفي طريقه الى حاران اضطجع ليستريح ونام ورأى حلما ً " وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا ، فَقَالَ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ " ( تكوين 28 : 12 – 15 ) وبعد عشرين سنة في الغربة جمع عائلته وثروته وعاد نحو كنعان ، لكنه علم ان عيسو قادم ٌ للقائه ومعه 400 رجل يصاحبونه ، فكيف ينفذ الله قوله ؟ كيف يحقق معه وعده ؟ كيف يحفظه من اخيه ؟ بدأ يتذكر اقوال الله ويذكره بها ، رفع وجهه وقلبه وقال له : " يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ : ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ . فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ . نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ . وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ : إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ " ( تكوين 32 : 9 – 12 ) تذكر قول الله وذكّره به ، ذكّره بقوله انه يُحسن اليه ويجعل نسله كرمل البحر . وفي الليل وهو وحده " صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ " وضرب حق فخذه ، لكنه في النهاية باركه لانه جاهد مع الله والناس وقدر وغلب وانتصر . وتدخل الله في لقائه بأخيه وجعل عيسو يعانقه ويقع على عنقه ويقبّله . حفظ الله قوله ونفّذ وعده . الله صادق ٌ في قوله ، أمين ٌ في عهده . عدم امانتنا لا يُبطل أمانة الله ، كلام الله لا يسقط ابدا ً . وعد الله شعبه بالبركة وباركه . يقول يشوع : " تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ . الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ . لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ." ( يشوع 23 : 14 ) الكل صار ، الكل تم ، الكل تحقق ، الله يحفظ وينفذ كل كلامه . تمسك بوعود الله ، طالبه بها ، طالبه بكل ثقة ٍ وايمان واصرار . لو لم يكن الله يقصد ما يقول ما كان قال ما قال ، الله جاد في قوله ، اعتمد على قوله . وقف بطرس يغسل الشباك بعد ليلة ٍ فاشلة ، عانى واصحابه طول الليل ولم يمسكوا شيئا ً ، خرجت شباكهم فارغة ، لكن المسيح قال له : " ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ " نظر بطرس الى المسيح ، رأى وجهه حاسما ً وصدّق كلمته ونفذها والقى الشبكة " وَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا " ( لوقا 5 : 5 ، 6 ) .
مهما طال الانتظار ، مهما مر الوقت ، وعده ُ لا بد ينفّذ .