رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يحاربني أحيانافكر الالحاد و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله الرد لقداسة البابا شنودة الثالث السؤال : يحاربني أحيانافكر الالحاد ، و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود الله . فأرجو أن تساعدني علي تثبيت ايماني ، خوفامن أن تتمكن الشكوك بايماني الإجابة : انها حرب مشهورة من حروب الشيطان . و هذه الأفكار التي تحاربك ليست منك ، و الا ما كنت تقاومها كما تقول . و لكن الشيطان عنيد لحوح ، لا ييأس و لا يهدأ . و كلما يرد الانسان علي فكر من أفكاره ، يعود مرة أخري و يضغط و يلح . لذلك يقول القديس بطرس الرسول قاوموه راسخين في الايمان ( 1 بط 5 : 9 ) . و مع ذلك فان وجود الله له اثباتات كثيرة . لعل في مقدمتها ما يسميه الفلاسفة أو المفكرون بالعلة الأولي ، أي السبب الأول . أي أن الله هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله . و بدون وجود الله ،لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون . و هكذا نضع أمامنا عدة أمور لا يمكن أن يفسرها الا وجود الله . و هي وجود الحياة ، و وجود المادة ، ووجود الانسان ، ووجود النظام في كل مظاهر الطبيعة . يضاف الي كل هذا الاعتقاد العام . و لنبدأ حاليا بنقطة أساسية و هي وجود الحياة . وجود الحياة : سؤالنا هو : كيف وجدت الحياة علي الأرض ؟ المعروف أنه مر وقت ، كما يقول العلماء ، كانت فيه الأرض جزءا من المجموعة الشمسية ، في درجة من الحرارة الملتهبة التي لا يمكن أي تسمح بوجود أي نوع من الحياة ، لا انسان و لا حيوان و لا نبات . فمن أين أتت الحياة اذن ؟،، من الذي أوجدها ؟ كيف ؟ هنا و يقف الملحدون و جميع العلماء صامتين حياري أمام وجود الحياة ز و لا أقصد حياة الكائنات الراقية كالانسان ، بل حتي حياة نملة صغيرة ، أو دابة ، أو أية حشرة تدب علي الأرض ... مجرد وجود حياة واحدة من هذه الحشرات يثبت وجود الله . بل مجرد خلية حية أيا كانت ، مجرد وجود البلازما ن يثبت وجود الله . لأنه لا تفسير له غير ذلك ... ان الحياة حديثة علي الأرض ، ما دامت الأرض كانت من قبل قطعة ملتهبة لا تسمح بوجود حياة . فالحياة اذن بعد أن بردت القشرة الأرضية . أما باطن الأرض الملتهب ، الذي تخرج منه البراكين و النافورات الساخنة ، فلا يمكن أن توجد فيه حياة . اذن كيف وجدت الحياة علي الأرض بعد أن بردت قشرتها . طبيعي أن المادة الجامدة ، التي لا حياة فيها ، لا يمكن أن توجد حياة . لأن فاقد الشئ لا يعطيه ... و يبقي وجود الحياة لغزا لا يجد له العلماء حلا ، حله الوحيد هو قدرة الله الخالق الذي أوجد الحياة ... و ان كان هناك تفسير اخر ، فليقدمه لنا الملحدون أو علماؤهم ... ذلك لأن الكائن الحي لا بد أن يأتي من كائن حي . و مهما قدم العلماء من افتراضات خيالية ، فانها تبقي مجرد افتراضات لا ترقي الي المستوي العلمي ز بعد الحياة ، نتكلم عن اثبات اخر و هو وجود المادة . وجود المادة : و نعني به وجود هذه الطبيعة الجامدة و كل ما فيها من مادة ... لا نستطيع أن نقول أن المادة قد أوجدت نفسها ، فالتعبير غير منطقي . اذ كيف توجد نفسها و هي غير موجودة ؟ كيف تكون لها القدرة علي الايجاد قبل أن توجد ؟، اذن هذا الافتراض مستحيل . لا يبقي اذن الا أن هناك من أوجدها . فمن هو سوي الله ؟ و لا يمكن أن نقول انها وجدت بالصدفة كما يدعي البعض ... فالصدفة لا توجد كائنات 0 وكلمة ( الصدفة ) كلمة غير علمية و غير منطقية 00 ويحتاج الى تعريف 0 فما هى الصدفة اذن ؟ و ما هى قدرتها ؟ و هل الصدفة كيان له خواص ، منها الخلق ؟،! كذلك لا يمكن أن نقول ان المادة أزلية ! أو الطبيعة أزلية ! من المحال أن تكون المادة الأزلية . لأن الأزلية تدل علي القوة بينما المادة فيها ضعف . فهي تتحول من حالة الي حالة ، و تتغير من حالة الي أخري . الماء يتحول الي بخار ، و قد يتجمد و يتحول غلي ثلج . و الخشب قد يحترق و يتحول الي فحم ، و قد يتحول الي دخان و يتبدد في الجو . كما أن كثيرا من المواد مركبة . و المركب هو اتحاد عنصرين أو عناصر ، و يمكن أن ينحل و يعود الي عناصره الأولي . فالطبيعة اذن متغيرة ،و التغير لا يدل علي قوة . فلا يمكن أن تكون مصدرا لخلق مادة أخري . كذلك فالطبيعة جامدة ،و بلا عقل و لا تفكير ،و بهذا لا يمكن أن تكون مصدرا للخلق . و هناك سؤال هام و هو : ما المقصود بكلمة الطبيعة ؟ أهي المادة الجامدة ؟ أهي الجبال و البحار و الأرض و الجو ؟ ان كانت هكذا ، فهي لا تستطيع أن تخلق انسانا أو حيوانا . فغير الحي لا يخلق حيا ، و غير العاقل لا يخلق عاقلا ... فهل طبيعة الانسان هي التي كونته ؟! و هذا غير معقول . لأنه لم تكن له طبيعة قبل أنه يكون ، و قادرة علي تكوينه !! أم أن كلمه الطبيعة تدل علي قوة جبارة غير مفهومة ؟ ان كان الأمر كذلك ، فلتكن هذه القوة غير المدركة هي الله ،و قد سماها البعض الطبيعة . و يكون الأمر مجرد خلاف حول التسميات ، و ليس خلافا في الجوهر ز ان كل الملحدين الذين قالوا ان الطبيعة قد أوجدت الكون ، لم يقدموا لنا معني واضحا لهذه الطبيعة ! نقطة أخري نذكرها في اثبات وجود الله ، و هي الانسان . وجود الانسان : هذا الكائن العجيب ، الذي له عقل و روح و ضمير و مشيئة و لا يمكن أن توجده طبيعة بلا عقل و لا مشيئة و لا حياة و لا ضمير !! كيف اذن أمكن وجود هذا الكائن ، بكل ما له من تدبير و مشاعر ؟! الكائن صاحب المبادئ ، الذي يحب الحق و العدل ، و يسعي الي القداسة و الكمال ؟ لا بد من وجود كائن اخر أسمي منه ليوجده ... لا بد من وجود كائن كلي الحكمة ، كلي القدرة ، بمشيئة تقدر أن توجده ...و هذا ما نسميه الله ... و بخاصة للتركيب العجيب المذهل الذي لهذا الانسان . يكفي أن نذكر بصمة اصابعه ، و بصمة صوته . عشرات الملايين قد توجد في قطر واحد . و كل انسان من هؤلاء تكون لأصابعه بصمة تميزه عن باقي الملايين . فمن ذا الذي يستطيع أن يرسم لكل اصبع خطوطا تميز بصمته . و تتغير هذه الخطوط من واحد لاخر ، وسط الاف الملايين في قارة واحدة مثل اسيا ، و أو مئات الملايين في قارة مثل افريقيا ؟! انه عجيب !! لابد من كائن ذي قدرة غير محدودة ، استطاع أن يفعل هذا ...و ما نقوله عن بصمة الأصبع ، نقوله أيضا عن بصمة الصوت . انسان يكلمك في التليفون . فنقول له أهلا ، فلان . تناديه باسمه و أنت لا تراه ، مميزا بصمة صوته عن باقي الأصوات ... قدرة الله غير المحدودة تظهر في خلقه للانسان من أعضاء عجيبة جدا في تركيبها و في وظيفتها ... المخ مثلا و ما فيه من مراكز البصر ، و الصوت و الحركة ، و الذاكرة و الفهم ... الخ . بحيث لو تلف أحد هذه المراكز ، لفقد الانسان قدرته علي وظيفة هذا المركز الي الأبد ...! من في كل علماء العالم يستطيع أن يصنع مخا ، أو مركزا واحدا من مراكز المخ ؟! انها قدرة الله وحده . و يعوزنا الوقت ان تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد الانسان ، و عن تعاون كل هذه الأجهزة بعضها مع البعض الاخر في تناسق عجيب . و أيضا عن العوامل النفسية المؤثرة في الجسد ز و عن النظام المذهل الموجود في تركيبة هذه الطبيعة البشرية . هنا و أحب أن أتعرض الي نقطة أخري لاثبات وجود الله ، و هي النظام العجيب الموجود في الكون كله . نظام الكون : انك ان رأيت كومة من الأحجار ملقاة في مكان ، ربما تقول انها وجدت هناك بالصدفة . أما ان رأيت أحجارا تصطف الي جوار بعضها البعض ، و فوق بعضها البعض ، حتي تكون حجرات وصالات بينها أبواب و لها منافذ و شرفات ... فلا بد أن تقول : يقينا هناك مهندس أو بناء وضع لها هذا النظام ... هكذا الكون في نظامه ، لا بد من أن الله قد نظمه هكذا . حتي ان بعض الفلاسفة أطلقوا علي الله لقب ( المهندس الأعظم ) . و لنضرب المثل الأول بقوانين الفلك . و ذلك النظام العجيب الذي يربط بين الشموس الكواكب ، و الذي تخضع له النجوم في حركتها و في اتجاهاتها ، مع العدد الضخم من المجرات و الشهب ... الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم ، ينتج عنها النهار و الليل . و مرة كل عام حول الشمس ، تنتج عنها الفصول الأربعة ز و هذا النظام ثابت لا يتغير منذ الاف السنين ، أو منذ خلقت هذه الأجرام السمائية و وضعت لها قوانين الفلك التي تضبطها ... لهذا كان علم الفلك يدرس في كليات اللاهوت ، لأنه يثبت وجود الله ، و بالمثل كان يدرس علم الطب ، لنفس الغرض . نفس قانون الفلك نلاحظه في العلاقة بين القمر و الأرض ، التي تنتج عنها أوجه القمر بطريقة منتظمة من محاق الي هلال الي تربيع الي بدر .. لكل هذا ما أجمل قول المرتل في المزمور : السموات تحدث بمجد الله ، و الفلك يخبر بعمل يديه ( مز 19 : 10 ) . ليس النظام الذي وضعه الله في الكون قاصرا علي السماء و ما فيها ، انما أيضا ما يختص بالحرارة وضغط الهواء و الرياح و الأمطار . و كل هذا يحدث في كل بلد بطريقة منتظمة متناسقة ، مع ما يتبعه من أنظمة الزراعة و النباتات . بل ما أعجب ما وضعه الله من نظام في طبيعة النحلة و انتاجها . انها مجرد حشرة . و لكنها تعمل في نظام ثابت و مدهش ، و كأنها في جيش منتظم ، سواء الملكة أو العمال ، و تنتج شهدا له فوائد كثير جدا ، و بخاصة نوع غذاء الملكات ذي القيمة الغذائية الهائلة الذي يصنعونه فيما يعرف باسم Royal Jelly و يبيعونه في الصيدليات . و ما أجمل ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن مملكة النحل : مملكة مدبرة بأمرأة مؤمرة تحم،ل في العم،ل و الصن،اع عبء السي،طرة أع،ج،ب ل،عم،ال يولون عل،يهم قي،،،صرة هذه النحلة في نظامها تثبت وجود الله . و شهدها الذي تنتجه ، في عمق فوائده ، يثبت هو أيضا وجود الله . اثبات اخر لوجود الله هو المعجزات . المعجزات : و المعجزات ليست ضد العقل . و لكنها مستوي فوق العقل . و لكنها سميت معجزات ، لأن العقل البشري عجز عن ادراكها أو تفسيرها . و ليس لها الا تفسير واحد و هو قدرة الله غير المحدودة . هذه التي قال عنها الكتاب ز كل شئ مستطاع عند الله | ( مر 10 : 27 ) . و كذلك قول أيوب الصديق | علمت أنك تستطيع كل شئ و لا يعسر عليك أمر | ( أي 42 : 2 ) . و المعجزات ليست قاصرة علي ما ورد في الكتاب المقدس ، و انما هي موجود في حياتنا العملية ، و بخاصة من بعض القديسين . ان لم يكن شئ من هذا قد مر عليك في حياتك أو في حياة بعض أقاربك أو معارفك ، فاقرأ عنه في الكتب التي سجلت بعض هذه المعجزات في أيامنا ، أو في حياة قديسين قد سبقونا مثل الأنبا ابرام أسقف الفيوم ، أو أنبا صرابامون أبو طرحة ، أو ما يتكرر حدوثه كثيرا في أعياد القديسين . فهذه الذكري تثبت الايمان في قلبك ... نقطة أخري في اثبات وجود الله و هي الاعتقاد العام . الاعتقاد العام : الاعتقاد بوجود الله موجود عند جميع الشعوب ، حتي عند الوثنيين : يؤمنون بالألوهية ، و لكن يخطئون من هو الله ... بل وصل بهم الأمر الي الايمان بوجود الهة كثيرين ، و بعضهم امن بوجود اله لكل صفة يعرفها من صفات الألوهية ، و عرفوا ايضا الصلاة التي يقدمونها لله ن و ما يقدمونه من ذبائح و قرابين ... و الايمان بالله مغروس حتى في نفوس الأطفال . فان حدثت الطفل عن الله ، لا يقول لك من هو .و ان قلت له | لا تفعل هذا الأمر ، لكي لا يغضب الله عليك | ، لا يجادلك في هذا ... انه بفطرته يؤمن بوجود الله ، و لا يهتز هذا الايمان في قلبك أو في فكره ، الا بشكوك تأتي اليه من الخارج : اما كمحاربات من الشيطان أو من أفكار الناس . و ذلك حينما يكبر و يدخل في سن الشك . علي أن الالحاد له أسباب كثيرة ليست كلها دينية . ففي البلاد الشيوعية ، كان سبب الالحاد هو التربية السياسية الخاطئة ، مع الضغط من جانب الحكومة ، و الخوف من جانب الشعب . فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي دخل في الايمان عشرات الملايين في روسيا و رومانيا و بولندا و غيرها ز أو أنهم أعلنوا ايمانهم الذي ما كانوا يصرحون به خوفا من بطش حكوماتهم . نوع من الالحاد هو الالحاد الماركسي . و قد وضعه بعض الكتاب بأنه كان رفضا لله ، و ليس انكارا لوجود الله . نتيجة لمشاكل اقتصادية ، و سبب الفقر الذي كان يرزح تحته كثيرون بينما يعيش الأغنياء في حياة الرفاهية و البذخ ، لذلك اعتقد هؤلاء الملحدون أن الله يعيش في برج عاجي لا يهتم بالام الفقراء من الطبقة الكادحة !! فرفضوه و نادوا بأن الدين هو أفيون للشعوب يخدرهم حتي لا يشعروا بتعاسة حياتهم ...، نوع اخر من الالحاد هو الحاد الوجوديين الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي يمنعهم الله عنها . و هكذا لسان حالهم يقول | من الخير أن يكون الله غير موجود ، لكي نوجد نحن | أي لكي نشعر بوجودنا في حقيق شهواتنا .. و هكذا سخروا من الصلاة الربانية بقولهم | أبانا الذي في السموات | . نعم ليبقي هو في السموات ، و يترك لنا الأرض ... اذن ليس هو اعتقادا مبنيا علي أسس سليمة . انما هو سعي وراء شهوات يريدون تحقيقها ... قصة : أخيرا أحب أن أقول لك قصة أختم بها هذا الحديث . اجتمع مؤمن و ملحد . فقال الملحد للمؤمن : ماذا يكون شعورك لو اكتشفت بعد الموت أنه لا يوجد فردوس و نار ، و ثواب و عقاب ، بينما قد أتعبت نفسك عبثا في صوم و صلاة و ضبط نفس ،،، فأجاب المؤمن : أنا سوف لا أخسر شيئا ، لأني أجد لذة في الحياة الروحية . و لكن ماذا يكون شعورك ان أكتشفت بعد الموت أنه يوجد ثواب و عقاب و فردوس و نار ..؟، أما أنت أيها الابن العزيز ، فلتثبت الرب ايمانك . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|