رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في منظر مؤلم وبكل قسوة ووحشيّة عرَّى الصالبون يسوع من ثيابه، ذاك الَّذي صنع ثوباً من جلدٍ ليستر به عُري آدم، أليس يسوع هو الَّذي يكسو السماء بحُلة بهيّة من الأنوار والأرض برداءٍ من الأزهار؟ فلماذا عرّوه من ثيابه؟! أمَّا هو فترك لُباسه بفرح عظيم ليستر أولئك الَّذين خرجوا عرايا من الفردوس. لقد رأى أن يُلبِسهم ثيابهم ويبقى هو عارياً لأنَّها تصلُح لآدم المفضوح، ومن عرَّتهم الخطيّة من لُباس النعمة الإلهيّة، ولكن، أليست السماء هى الَّتي قد نسجت ثوباً من أشعة القمر وألقته على جسد خالقها في حياته، فلماذا الآن قد حاكت من ظُلمة الليل رداءً كثيفاً مُبطّناً بأنفاس الموت لتستر به أضلع يسوع؟! وهكذا تعرَّى آدم الثاني من ثــياب الأرض، قبل أن يرجع إلى ملكوت أبيه ليتَّشح فقط بوشاح طــهره ويتسـربل بـسربال محبَّـته !! لقد عرّوه من ثيابه احتقاراً (مت28:27)، ولم يفهموا أنَّه تعرَّى لينزع عن أجسادنا ثياب الخطيّة، لنلبس عِوَضاً عنها ثياب البر والخلاص.. ولو عَقَلوا لأدركوا أنَّ رب المجد لمّا رأى الإنسان قد تعرَّى من ثياب التواضع نزل من السماء متجسِّداً، وتعرَّى من ثياب مجده ليكسوه بتواضعه، ولمّا رآه عُرياناً من ثمار المحبَّة غطَّاه برداء الحُب الإلهيّ!! ولكي يُزيدوه احتقاراً ألبسوه ثوباً قرمزياً لأنَّه في نظرهم ادّعى المُلك، فكان لابد أن يلبس ثياب الملوك ولكن سُخريّة، وهكذا لبِسَ المسيح ثوباً بلون الدم ليتزيّن به العريس المقتول! الَّذي ارتبط بكنيسته بزيجة روحيّة، ودفع المهر دمه الثمين الَّذي سُفك على الصليب!! لكنّهم عادوا فنزعوا عنه الرداء القرمزيّ وألبسوه ثيابه مرَّة أُخرى، فكان هذا إعلاناً أنَّهم رفضوا أن يرتدوا ثوب الخلاص، مفضِّلين ثوب الخطيّة الَّتي أحبّوها ورفضوا أن ينفصلوا عنها. قال أحد الآباء: " طرحت عنّي اللباس المرقّع الَّذي كنت ألبسه، وغسلت جسدي من الدخان الَّذي كنت حامله، وألبستني عوضاً عنه ثياب مجدك وطهارتك وبرك ". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ربي أراك أراك دربي ونسمتي من كل قلبي أهديك حبي وبسمتي |
لم آراك بالعين لكن بقلبى آراك |
ترنيمة أراك إلهي أراك |
أراك وكيف ﻻ أراك يا يسوع |
كنت عرياناً فكسوتمونى |