منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 04 - 2017, 05:54 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,678

ترويض المشاعر

المخ الوجداني
لماذا نترك مشاعرنا لتكون مثل الضيف المقتحم الذي يأتي بلا استئذان "ليخطف" طائرة حياتنا ويهبط بها في المطار الذي لم نقصد الذهاب إليه و يُدَمِّر علاقاتنا ويهدم أسرنا و يسمم حياتنا وربما يدفع البعض منا إلى التفكير في الانتحار؟! لماذا لا نواجه مشاعرنا قبل فوات الأوان؟ يمكننا أن نشبه المشاعر بالحصان الذي نركبه في هذه الحياة. هذا الحصان ربما يكون ضعيفاً أو برياً هائجاً عند بعض الناس، وربما يكون قوياً، مدرباً ومروضاً عند البعض الآخر.
أحد أهم مظاهر النضوج النفسي والروحي هي القدرة على ترويض وقيادة هذا الفرس بدلاً من أن نتركه يقودنا أو يلقي بنا على الأرض فنصاب بالرضوض وربما تنكسر عظامنا.
المشاعر والسلوك
كلمة "مشاعر" باللغة الإنجليزية emotion تنقسم إلى جزأين: أولاً الحرف eوهو اختصار كلمةex التي تعني خارجاً أو للخارج. ثم كلمة motion أي حركة. المشاعر إذن هي حركة تحدث أولاً في الداخل ولكنها متوجهة نحو الخارج أي نحو التعبير السلوكي. فالمشاعر هي الدافع للحركة والسلوك.
المخ الوجداني
الأبحاث اكتشفت أن هناك ما يسمى "المخ الوجداني" وهو تركيب أكثر قدماً من الناحية التطورية،من "المخ العقلاني" أو "المخ الأحدث" أي يمكن أن نسميه " المخ البدائي" أو "المخ القديم".
يقع المخ الوجداني في قلب مخ الإنسان تقريباً و يتميز بالخصائص التالية:

1) متصل بمراكز الإحساس كالبصر والسمع. وبالتالي فإن صورة ما، أو صوت ما، أو ربما رائحة، من الممكن أن تثير رد فعل مباشر للمخ الوجداني.
• الصوت المرتفع مثلاً يثير الخوف قبل أن يدرك الإنسان مصدر هذا الصوت. فينتفض الإنسان دون أن يدرك السبب الحقيقي للصوت أو يفكر لماذا فعل ذلك. ثم بعد لحظات يدرك المخ العقلاني أن هذا الصوت لم يكن سوى باب قد أغلقته الريح فجأة فيرسل رسائله لإعادة العقل والجسم لحالته الطبيعية. (نلاحظ هنا أن المخ الوجداني سبق المخ العقلاني بلحظات.(
• الصورة العارية المثيرة أو حتى الملابس الضيقة، تثير رد فعل جنسي مباشر عند الشاب المراهق، لكن يأتي المخ العقلاني فيقرر غض البصر أو صرف التفكير في شيء آخر.

• الكلام المعسول قد يجعل ذهن الفتاة يسافر في أحلام يقظة مليئة بالصور و" الكليبات" العاطفية الساخنة، لكن يأتي المخ العقلاني ليجعلها تفوق من حلمها لترى عناصر أخرى في الموقف لم تكن تراها.
2) المخ الوجداني متصل أيضاً بمركز للذاكرة الوجدانية هذا المركز يختزن الأحداث والذكريات المحمّلة بالمشاعر والمرتبطة بمثيرات حسّية أي بصرية أو سمعية أو شمّية.

• يمكن لصوت طائرة مثلاً أن يثير الهلع الشديد في شخص تعرض لصدمة شديدة في الحرب، ويظل يخاف صوت الطائرات حتى بعد سنوات من تعرضه للصدمة.

• يمكن للخبرة الجنسية الأولى في الزواج أن تجعل شابة تتذكر خبرة الانتهاك الجنسي الذي تعرضت له في الطفولة وعاشت في حالة إنكار له فيكون رد فعلها النفور من الجنس، أو احتماله رغماً عنها، فتصاب بالاكتئاب.

3) بوصفه المخ الأقدم فهو سريع التفاعل بشكل تلقائي في أقل من جزء من الثانية. وهو أسرع من المخ العقلاني في رد الفعل.
4) للمخ الوجداني القدرة أن يسيطر على الجهاز العصبي كُله ويشلّ المخ العقلاني لفترة ويوجه كل طاقات الجسم نحو هدف واحد. هذا مهم جداً في حالة التعرض الحقيقي للخطر. فالخوف الشديد السريع يدفع كل طاقات الإنسان بسرعة للجري مثلاً للهروب من الخطر.
• يمكن أن نشبّه المخ الوجداني بأنظمة الأمن المتطورة ضد الحريق والتي تستخدم في المباني الكبيرة الهامة. هذا النظام مزود بمستقبلات تستشعر انبعاث أدخنة، وتلقائياً وبدون تفسير، تقوم هذه الأدخنة بتشغيل نظام متكامل يتّصل بالمطافي ويشغّل رسالة مسجلة لكل العاملين بترك المكان فوراً.

• كل هذا ربما يحدث بسبب إنذار كاذب وربما تكون هذه الأدخنة مجرد شمعة تركت قريبة من أحدى هذه المستقبلات. جهاز الإنذار ليس دوره التحليل والتفسير وإنما رد الفعل التلقائي السريع الذي قد ينقذ الحياة. بنفس الطريقة، قد يكون المخ الوجداني شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه فيتحرك لإنذارات كاذبة كثيرة بل وربما "يخترع" إنذارات غير موجودة أو تكون ردود أفعاله مبالغ فيها ولا يستطيع الرجوع فيها بسرعة بعد اكتشاف الحقيقة.

المخ العقلاني
هو المسئول عن التفكير والتحليل والكلام والذاكرة المجردة (أي تذكر المفاهيم والمعاني، بينما المخ الوجداني يتذكر الصور والأحاسيس). المخ العقلاني لديه القدرة على التحكم في المخ الوجداني (أي المشاعر) بوصفه أعلى منه تطوّراً لكن هذه القدرة تتفاوت من شخص لآخر.
قبول المخ الوجداني
المخ الوجداني أنعم به الله علينا. اعترافنا بحقيقة وجوده وقبولنا لهذا الجانب الغامض فينا، وتعرفنا عليه أنه هو الذي يشتهي و يثور ويخاف ويريد كل شيء لنفسه، يحررنا من شعور مبالغ فيه بالذنب. الشعور المبالغ فيه بالذنب هو الذي يسلب طاقتنا التي نحتاج إليها للتحكم وإدارة رغباتنا و شهواتنا.

القبول لا يعني الموافقة.
القبول يعني عدم الإنكار أو التجاهل. القبول هو أن نعترف أن للجسد احتياجات مشروعه، وأنه أيضاً يميل للمبالغة في هذه الاحتياجات.
عندما نتعامل مع الأطفال من الضروري أن نقبل حقيقة أن الأطفال بطبيعتهم أنانيون وقليلو الصبر. فنقبل هذه الحقيقة ولا ننزعج منها لكننا لا نستجيب لكل طلباتهم، وإنما ندربهم على تأجيل اللذة واحتمال الانضباط. ولأننا نقبل حقيقة أنهم أطفال، لا نُفاجأ بطلباتهم هذه، ونحاول أن نتعامل بثقة وهدوء معهم. بالمثل لا يجب أن نفاجأ إذا طلبت منا أجسادنا طلبات شهوانية أنانية، وإنما نتعامل بوعي وهدوء مع ذلك الجسد ونقول له "لا" هادئة واثقة كما يقولها الأب الواعي لطفله المتشبث بكيس من الحلوى في السوبر ماركت دون اندهاش أو صدمة!
على الجانب الآخر إذا لم نستطع "قبول" هذه الحقائق فإننا ننكرها ونكبتها كمن يضرب طفلاً لأنه طلب حلوى أو يندهش أن طفله بكى وتشبث بلعبة، فتكون النتيجة أن الجسد يغافلنا في لحظة ضعف أو عدم انتباه ويوقعنا في شهوات لا نفيق إلا و قد غرقنا فيها!
وقفة للمشاركة
1) ما الذي قد يقوله مخك الوجداني؟ هل سمعت داخلك عبارات مثل هذه من قبل؟

- أنا أفضل منها، ينبغي أن أكون أنا في هذا المكان، أتمنى لو تموت و آخذ مكانها.
- أريد أن أمارس الجنس مع هذه الفتاة الآن!
- يا ليت كان هذا الرجل زوجي!
- أتمنى لو أخذت هذا الفستان دون أن يلاحظ أحد!
- أريد أن أعطي هذا الرجل لكمة في وجهه!
- أريد أن أسمع كلام إعجاب وحب، أريد أن أسمع أنني أهم إنسانة في حياته!
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن اتبعت المشاعر ستقتلك هذه المواهب لا تتبع المشاعر
ترويض
الله يجبر جريح المشاعر ولا يقبل بجرح المشاعر
ترويض الوحوش
إن رقة المشاعر أمر لا غبار عليه بل هو ممدوح من الله على أن تكون المشاعر مقدّسة منبعها الله


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024