الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود وتطفو على واجهة قلبنا، فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد، ومرّ يسلّم علينا ويواصل طريقه.
الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا.
هي تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى حياة. من هنا سرّ احتفائنا بها، وألمنا حين تغادرنا. إنّها ما نجا من حياة سابقة.
ليس بإمكان أحد الادّعاء أنّه هو من يتحكّم في ذكرياته، ولا أنّه هو من يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن. هي التي تتحكّم فيه.. وهي التي تبحث عنه حين تشاء.