رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نتائج الصوم يجب علينا عندما نصوم بشكل صحيح، أي بحسب إرادة الله، أن نؤمن ونتوقع نتائج مباركة كثيرة. في العودة إلى سفر إشعياء 58 فإننا نجد أنّ طريقة الصوم أهم من الصوم نفسه. فكيفية الصوم، وما يرافقه من دوافع وأفكار وأعمال، تحدد مدى اتفاق صومنا مع مشيئة الله. فالطريقة التي نعمل بها الأمور من أجل الله أهم من العمل نفسه. فالله يعرف دوافع النّاس هل هي مقدسة أم أنانية وشريرة. لذلك لا ننخدع بالمظاهر الخارجيّة وتمثيل الصّوم وكثرة الحديث عنه. يمكن للصوم أن يكون اختباراً روحياً عظيماً يرفع النفس البشرية إذا تم بالشكل وبالدافع الصحيح، ويقود بالتالي إلى نتائج صحيحة. نقرأ في سفر إشعياء 58 عن أمور يتوقع الله من شعبه عملها أثناء صومهم، كما ونقرأ وعوداً بالبركات الروحية والمادية. أي أنه يوجد لدينا شرط واستجابة للشرط: فإذا صليت وصمت من أجل أهداف مقدسة وصحيحة، فحينئذٍ: "يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعاً وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا". "يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى". "فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ" نجد هنا قائمةً بنتائج وبركات الصوم: نورك يشع كالفجر. وشفاؤك يظهر سريعاً. والبر يتقدمك. والرب يكون حارساً لك. وعندما تطلب يستجيب الرب سؤل قلبك. ونورك يشرق في الظلمة. وليلك يبدو مثل الظهيرة. والرب يرشدك دوماً. وهو يسدد كل احتياجاتك، ويقوي شخصيتك. وتكون حديقة غناء مروية. وتكون ينبوعاً لا ينضب. وشعبك يبني الخرب القديمة. وتصلح وتجدد المجتمع، وتعيش حياة فرح وتلذّذ بحضور الرّب في حياتك. وتحصد بركات أرضيّة وبعدها ميراث الحياة الأبديّة. يمكننا وضع نتائج الصوم في النقاط التالية: 1- إطلاق قوة الروح القدس في حياتنا الشخصية: قبل بدء خدمته العلنية، صام الرّب يسوع 40 يوماً في البرية بقيادة الروح القدس. صحيح أنه جاع جسدياً، ولكنه تغذى وتقوى في شركته الحبيّة مع الآب السماوي. وهكذا بالنسبة لنا: يساعدنا الصوم أن نركز أكثر في علاقتنا مع الرّب. 2- إطلاق القوة الروحية في الخدمة: نقرأ في أعمال الرسل 1:13-3 "وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ. فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا". نلاحظ هنا أنّ الصوم كان يمارس أثناء خدمة الكنيسة الأولى، وكانت النتيجة انطلاقة جديدة في الخدمة، وفرز خدام للعمل في حقل الرّب. 3- استماع الرّب للصلاة: نقرأ في سفر النّبي دانيال أن استجابة صوم دانيال كانت عندما أرسل الله ملاكه وأعطى دانيال بصيرة وفهماً. نقرأ في دانيال 3:9 "فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللَّهِ السَّيِّدِ طَالِباً بِـالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ بِـالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ". ونتابع في دانيال 20:9-23 "وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلَهِي وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِـالصَّلاَةِ إِذَا بِـالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الاِبْتِدَاءِ مُطَاراً وَاغِفاً لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: يَا دَانِيآلُ إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لِأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ. فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ وَأَنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا". 4- الحماية: كان عزرا كاهناً وكاتباً، وعمل على مساعدة شعبه، ومن أجل ذلك صام قبل أن يقوم بأي عمل كما نقرأ في عزرا 21:8-23 "وَنَادَيْتُ هُنَاكَ بِصَوْمٍ... لِنَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلَهِنَا لِنَطْلُبَ مِنْهُ طَرِيقاً مُسْتَقِيمَةً... فَصُمْنَا وَطَلَبْنَا ذَلِكَ مِنْ إِلَهِنَا فَاسْتَجَابَ لَنَا". وفعلاً وفّر الله الحماية لشعبه. نلاحظ هنا مرة أخرى أن الصلاة وإذلال النفس أمام الله رافقت الصوم. 5- تجنب الكوارث والدمار: نادى نبي الله يوئيل الشعب وحثّهم على الصوم والصلاة والاعتراف بالخطية تجنباً لغضب الله. (يوئيل 12:2-17). كذلك نقرأ في سفر ملوك الأول 20:21-29 عن لقاء الملك الشّرير آخاب مع النبي إيليا الذي وبخ الملك وأخبره بدينونة الله القادمة عليه وعلى زوجته إيزابل، وكيف استجاب آخاب بالصوم. وفعلا استجاب الله لآخاب ولم يجلب الشر في أيامه. 6- الصوم يساعد في أوقات التجربة والصعوبات والمعارك: في سفر يوئيل 12:1-14 دعا نبي الله الشعب إلى التوبة والصوم قبل أن تحل عليهم لعنة الجراد. (يوئيل 12:2-15، يوئيل 18:2-20). 7- الخلاص: عندما سمع الملك يهوشافاط عن الممالك المجاورة التي أعلنت حرباً على مملكته. دعا الشعب إلى الصوم، كما نقرأ في سفر أخبار الأيام الثاني 3:20-9 "فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. وَاجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضاً مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ أَمَامَ الدَّارِ الْجَدِيدَةِ وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلَهَ آبَائِنَا أَمَا أَنْتَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ أَلَسْتَ أَنْتَ إِلَهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هَذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنُوا لَكَ فِيهَا مَقْدِساً لاِسْمِكَ قَائِلِينَ: إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ وَوَقَفْنَا أَمَامَ هَذَا الْبَيْتِ وَأَمَامَكَ (لأَنَّ اسْمَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ) وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ؟". 8- قوة من أجل تبشير العالم: كما رأينا في أعمال 1:13-3 9- قوة في الحرب الروحية ضد الشيطان عدو النفوس: في متى 21:17 "وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ". نحن مدعوين للصلاة والصوم من أجل أنفسنا، لكي ننمو في إيماننا ومحبتنا لله. وكذلك مدعويين للصلاة من أجل كنيستنا في فلسطين وبقية أقطار العالم. علينا أن نصلي ونصوم من أجل حماية الله للكنيسة في مصر وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسودان وغيرها من بلادنا العزيزة على قلوبنا. نحتاج أن نصوم طالبين من الله أن يضع حد لسفك الدماء وقتل الأبرياء.. فالشيطان فقط المستفيد من موت الناس دون معرفة الخلاص. نعم: لنصلي ونصوم من أجل خلاص النفوس في بلادنا وفي العالم اجمع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|