(1) كنوز المؤمن كنوز سماوية :
فالمؤمن يطيع ( باقتناع وفرح) كلام السيد المسيح الذى يقول "اكنزوا لكم كنوزا فى السماء"
فكل خير يفعله الانسان، يتحول الى رصيد سماوى وكنز لا يفنى محفوظ فى السموات. فمجرد كأس الماء البارد ، يتذكره الرب ولا يضيع اجره لان الله ينظر الى الحب الذى فى هذا العطاء :
قصة : اعلن مدير مدرسة ابتدائية فى احدى مدن اليابان ان جلالة الملك سوف يزور مدرستهم.
اتفق كل الاطفال على تقديم هدية رمزية للملك ، وكان الكل متهلل ما عدا طفلة صغيرة خرجت والدموع فى عينيها ، فهى تحب الملك جدا وتشتاق ان تراه وتقدم له هدية مثل باقى الاطفال ولكنها لا تملك شيئا ، فهى من اسرة فقيرة جدا . وفى يوم زيارة الملك : احضرت الطفلة اناء فارغ ووضعت فيه الثلج المتراكم على التل الذى بجوار المدرسة . انتظرت الطفلة حتى قدم الاطفال هداياهم ، ثم تقدمت الى الملك منحنية وقالت له " سيدى جلالة الملك . إنى احبك جدا . أنا من اسرة معدمة ، لكن قلبى غنى بحبه لك ، واشعر اننى غنية جدا لان لى ملك مثلك يحب الاطفال . انى اقدم لك هذا الثلج الذى قد ذاب فى اناء متواضع "
امسك الملك بالاناء وشرب منه وهو يقول لها : لقد قّدمت لى اثمن من كل ما قدمه لى اى انسان فى المملكة . وتبنى الملك هذه الطفلة لتكون ابنته ، وتحيا فى قصره !!
+ ان كان الامر هكذا ، فلماذا لا نبدأ من الان فى تكوين هذا الكنز السماوى الذى لا يفنى .... ؟
(2) السيد المسيح يقنع البشرية :
+ حينما يطلب منا الرب يسوع ان لا نكنز لنا كنوزا على الارض ، لا يتركنا دون اقناع ، بل يلفت انظارنا الى بطلان هذه الكنوز الارضية التى يفسدها السوس والصدأ وحيث يسرق السارقون
+ هذا من الجانب السلبى ، اما من الجانب الايجابى ، هناك كنز آخر يلفت السيد الرب انظارنا اليه وهو الكنز السماوى حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون .
+ من خلال هذه المقارنة بين كنوز الارض وكنوز السماء ، يقنع السيد الرب البشرية ببطلان وعدم فائدة الكنز الارضى . وفى المقابل ، قيمة واهمية الكنز السماوى .
+ ويقنع البشرية ايضا بان مشاعر الانسان ، ومحبته ، واهتماماته ، توجد حيث يكون كنزه :
"حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك [ مشاعرك ، محبتك ، اهتماماتك ، .....] ايضا " (مت6: 21)
+ ويقدم اقناع آخر بانه لا يقدر احد ان يخدم سيدين ....... ومن خلال هذا الاقناع يصل بنا الى قاعدة روحية هامة وهى " لا تقدرون ان تخدموا الله والمال "
+ ويقنعنا بان الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس (مت6: 25) .
(3) عطايا الرب عطايا سخية :
عجيب الرب فى معاملاته مع البشر ، فبينما يقول لنا لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض ، يعطينا الاطمئنان على حياتنا بأنها فى ايدى امينة ... ويطلب منا ان ننظر ونتأمل طيور السماء التى يقوتها ابانا السماوى ، وعشب الحقل الذى يلبسه الله هكذا .
ومن خلال هذه الامور المحسوسة ، يصل بنا السيد المسيح اللى درجة اعلى من الايمان فيقول :
"فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس.... اباكم السماوى يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم "(مت6: 21- 23)