ما تشيلش الهم

[walaa farouk]

.. عندما يرانا الشيطان قد بدأنا في علاقة شخصية مع الله في هذا الصيام ، يبدأ حربه الاولي معنا بأن يوجه نظرنا لعملنا وأولادنا وانشغالتنا المادية( الكنيسة والقداسات والاجتماعات هي للناس الفاضية، ولكن احنا عندنا شغل وعمل اضافي وولاد ومدارس... الخ) اخي الحبيب هذا ماسوف يبثه الشيطان في فكرك عندما تفكر في حضور اول قداس متأخر في الصيام ، اولواردت التمتع بخلوة روحية بضعة ساعات ..هنا يطمئنك السيد ( ماتشيلش الهم) الاب القلق علي ألا يفقد عمله والأم القلقة بشأن تحضير غذاء الاسرة، والابن القلق بسبب فقدان المحاضرات.. الله يطمئنك ( ماتشيلش هم) {فلا تهتَمّوا قائلينَ: ماذا نأكُلُ؟ أو ماذا نَشرَبُ؟ أو ماذا نَلبَسُ؟ فإنَّ هذِهِ كُلَّها تطلُبُها الأُمَمُ. لأنَّ أباكُمُ السماويَّ يَعلَمُ أنَّكُمْ تحتاجونَ إلَى هذِهِ كُلِّها.
لكن اطلُبوا أوَّلًا ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ، وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ} متي ٦
الله بيعدك بأنه هو الكفيل بك ، سوف يسدد كل احتياجاتك، هيعطيك كل النعم، هيسدد كل نقائصك.. ويطمئنك انه عارف كل شئ عنك، وعالم بكل احتياجك وكل الامك وكل طلباتك ( قد عرفتك بأسمك انت لي ) اش ٤٣: ١
كل مايحتاجه منك ابوك السماوي في هذا الصيام ان تجلس معه منفرداً ، ان يختلي بك ، ان ينفرد بك عن كل اذدحام الناس وكثرة الاهتمامات..
يقول المرنم داود في المزمور ( المعطي صغار الغربان طعامها) مز ١٤٧
الغراب معروف بأنه الطائر الجاحد بصغاره ، فاالأم تترك اولادها الرضع بدون طعام، وعندما يشتد عليهم الجوع يفتحون افواههم ويبتدأون في الصراخ ، فتتكون حول فم كل واحد فيهم شبكة نسيجية من اللعاب تقع فيها الحشرات الطائرة، فتكون فخاً لها وطعاماً لتلك الغربان اليتيمة... لك ان تتخيل اخي المؤمن اهتمام الله ( حتي) بالغربان الصغيرة .آفتهتم انت بما تأكل وبما تشرب؟؟اجعل اهتمامك الوحيد في هذا الصيام ان تجلس في حضن ابوك ولو بضع دقائق كل يوم منفرداً به ، هذا هو ملكوت الله، هذا هو الفرح الحقيقي