أول محطة كانت لهما في رودس. هناك سمعا بناسك قدّيس اسمه بروكوبيوس فقرّرا العبور به لأخذ بركته. وكان هذا الراهب منعَماً عليه بموهبة الرؤية. فلما قدما إليه استقبلهما وأكرمهما. وإذ أخبراه بما هما مسافران إلى القسطنطينية من أجله وأنهما سوف يطلبان من الإمبراطور دكّ هياكل الأوثان في غزّة صلّى لأجل نجاح مسعاهما ونصحهما بأن يضعا المسألة بين يدي يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، أي الذهبي الفم. وأضاف أن يوحنا ليس في وضع يسمح له بنقل الكلمة مباشرة إلى القصر لأن الإمبراطورة افدوكسيا غاضبة عليه. لهذا السبب سوف يوعز إلى رئيس التشريفات لديها، وهو رجل يخاف الله، اسمه أمانيتوس، بإيصال الخبر إلى الإمبراطورة. ثم أردف قائلاً: وأنتما متى حضرتما لديها وأبدت رغبتها في مساعدتكما فقولا لها: نرجو في المسيح، ابن الله، إن غرت لنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً. وهي متى سمعت ذلك منكما غارت بالأكثر وسعت لإنجاح مهمّتكما. وبعدما سمع الأسقفان من بروكوبيوس الناسك كلاماً من هذا النوع صدّقاه وأخذا بركته وانصرفا.