رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابتعاد عن التناول بحجة الخطية ============= لا يقل لي أحد: "أني أخشى التناول من الأسرار المقدسة وأفرز نفسي عنها. أن بولس الرسول يستوقفني فعلًا حينما يقول: لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" 1كو11: 29 . ولهذا السبب أتقرب بحذر مرة أو مرتين في السنة من المائدة الرهيبة". قل لي "أهذا تعتبره مانعًا أن يقول بولس الرسول بأن تُطَهِّر نفسك كل يوم فتتمتع بهذا الطعام الخالِد الذي يجب ألا تأكل وتشرب منه بدون استحقاق؟ إذا كانوا يذكرونك حينما تذهب لمقابلة ملك بأنه يجب عليك أن تدخل بطريقة لائقة وبمظهر متواضع فإننا لا نقول إنهم بذلك يبعدونك عن مسكن الملوك" بل بالحري إنهم يشجعونك على الدخول والتمتع بالكرامة بتقدمك بطريقة لائقة. وأيضًا حينما تتقرب مرة واحدة في السنة، فأنك لا تتطهر مقدمًا لطول السنة بطريقة لائقة بهذا اليوم الذي فيه تريد أن تتقرب. وإن لم يكن الأمر كذلك فما معنى تفكيرك الخاطئ؟ فانك حينما تكون قد جمعت دنس شهور عديدة وكومت الخطايا، فأنك بالأحرى تتقرب بطريقة غير لائقة. لأن من يتقرب باستمرار، يعرف انه مستعد تمامًا لكي يتقدم أمام ملك الملوك ويحييه ويقبله في داخله. فهو يتجنب خطايا كثيرة بكل قوته وكل مقدرته. أما أنت بعد أن تحدد مرة واحدة تتناول فيها ثم تتمتع بعد ذلك، فانك تواجه مهله طويلة وفي اطمئنان بدون خوف تأتي ما تستمرؤه حتى ذلك اليوم فلا يكون مدخلًا لملك الملوك، إذ يجد مسكنك مغلقًا. يجب علينا إذن أن نتطهر على قدر الإمكان ونتقدم باستمرار من الطاهر وحده. أن الشمس تراها العيون السليمة، لكن هذا ليس عاصمًا لمن كان نظرهم ضعيفًا بل هم يحتقرون علاج أنفسهم ويحرمون كلية من ضياء أشعتها. مفهــــــوم الصـــــوم فـــي الصــــوم الكبيـــــــر ------------------------- الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية. فقد كانت الوصية التي أعطاها الله لأبينا آدم هي أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات من شجرة معينة (تك17,16:2) بينما يمكن أن يأكل من باقي الأصناف. + وبهذا وضع الله حدودا للجسد لا يتعداها ، فهو ليس مطلق الحرية يأخذ من كل ما يراه ومن كل ما يهواه... بل هناك ما يجب أن يمتنع عنه أى أن يضبط إرادته من جهته . وهكذا كان على الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده. + فقد تكون الشجرة" جيدة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر" (تك6:3). ومع ذلك يجب الإمتناع عنها ، وبالإمتناع عن الأكل يرتفع الإنسان فوق مستوى الجسد ويرتفع أيضا فوق مستوع المادة وهذه هى حكمة الصوم. + ولو نجح الإنسان الأول في هذا الإختبار وانتصر على رغبة جسده في الأكل وانتصر على حواس جسده التي رأت الشجرة فإذا هى شهية للنظر... لو نجح فى تلك التجربة لكان ذلك برهانا على أن روحه قد غلبت شهوات جسده وحينئذ كان يستحق أن يأكل من شجرة الحياة... وهكذا صام الأنبياء - إننا نسمع داود النبي يقول" أذللت بالصوم نفسي" (مز13:35) ويقول " أبكيت بالصوم نفسي" (مز10:69) ويقول أيضا " ركبتاي ارتعشتا من الصوم" (مز24:109) كما أنه صام لما كان إبنه مريضا وكان يطلب نفسه من الرب وفى صومه " وبات مضطجعا على الأرض" (2صم16:12) - وقد صام دانيال النبى(دا3:9) وصام حزقيال النبى (خر9:4) - ونسمع ان نحميا صام لما سمع أن سور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار(نح4,3:1) + تعريف الصوم: من الناحية الجسدية فهو انقطاع عن الطعام فترة من الوقت يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني + فترة الانقطاع: لابد من فترة إنقطاع لأننا لو أكلنا من بدء اليوم بدون إنقطاع لصرنا نباتين وليس صائمين وحتى الصوم فى اللغة هو الإمتناع أو الإنقطاع. فلابد إذن أن نمتنع عن الطعام لفترة معينة . فترة الإنقطاع عن الطعام تختلف من شخص لآخر. + فالصوم الكبير مثلا يكون حده الأدنى أعلى من باقى الأصوام .والحد الأدنى فى أسبوع الآلام يكون أعلى مما فى الصوم الكبير نفسه والبعض كانوا يطوون الفترة من بعد خميس العهد إلى قداس العيد أما الضعفاء فلهم تسهيل خاص. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|