رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هــل نحن نعبـد خشبة الصلـيب؟ عندما اُكتشِفت خشبة الصليب كانوا يبخرون أمامها لأن عليها دم السيد المسيح، فما الخطأ في ذلك وما الخطأ في أن نقول: "نسجد لصليب مخلصنا الصالح"يقوم البروتستانت بحملة ضد تكريم خشبة الصليب. أما الصليب العادي الذي ليس خشبة الصليب الأصلية فما الخطأ في تقبيله أفلا يقبّل الشخص صورة والده كما أن علامة الصليب تحرق الشيطان، وقال السيد المسيح أنه في مجيئه الثاني تظهر علامة الصليب في السماء: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ (أي الصليب) فِي السَّمَاءِ" (مت24: 30) ويقول معلمنا بولس الرسول: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو1: 18) الذي يهاجم تكريم الصليب هل نسى أن الصليب هو علامة الغلبة والنصرة، كما أنه علامة الخلاص، وأنه العلامة التي ستظهر في السماء عند المجيء الثاني للسيد المسيح لكن هل نحن نعبد الصليب العادي الذي ليس عليه دم السيد المسيح؟ بالطبع لا. نحن لا نعبد الصليب Holy Cross ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس ومتى تطهر الإنسان وتقدس أمكنه أن يتعايش مع الله القدوس في سمائه في الحياة الأخرى. وهي حكمة الله أن يتمم خلاص العالم بالصليب كما معلمنا بولس "الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (رسالة كورنثوس الأولى 8،7:2 والصليب بهذا الخلاص يحمل أسرارًا كثيرة لقوة الله، إذ به هزم الشيطان والموت والخطية والهاوية والعبودية؛ وهذا سبب محبتنا للصليب وتقديسنا له. بل إن الصليب له أهمية كبيرة في حياتنا، وعلامته وقوته تفارقنا ليلًا ونهارًا. إذ نحن لا نبدأ عملًا إلا برشم الصليب ونرشم علامته على ما نأكله وما نشربه ونرشمه قبل ومنا وعند استيقاظنا ونرشمه لحلول البركة ولطرد الشياطين والأفكار الشريرة وإخماد الشهوات والميول الشريرة والانفعالات الخاطئة، ولإبطال مفعول السموم والميكروبات التي لا نعرف مصدرها، ونشربه في مواجهة المخاطر والأماكن الموحِشة والصليب في عمومه منهج لحياتنا في احتمال الآلام والمضايقات والاضطهادات ويعتبر مصدرًا للتعزية وبلسمًا لنا في كل هذه. وبقدر ما نتأمل في الصليب بقدر ما تنكشف أعماق محبة الله لنا وتزداد محبتنا له لذلك نحن نمجد الصليب ونتمسك به وندقه على أيدينا ونلبسه على صدورنا ونضعه على قبورنا وهو علم كنائسنا. وكل البركات والنعم الموجودة في الصليب ينالها المؤمن بالاختبار والممارسة بإيمان ومن يدركها لا يسعه إلا أن يقول مع معلمنا بولس "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (1كو24،23:1). ونحن لا نستغرب من عدم قبول غير المسيحيين للصليب. لأنه سبق وأعلمنا الإنجيل بهذه الحقيقة في قول معلمنا بولس "نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهودًا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كو1: 23، 24). وتقديسنا نحن للصليب يشبهه تقديس أفراد مجتمعنا للكعبة المشرفة إذ يرون فيها عملًا إلهيًا وبركة مقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.لذلك يطوفون حولها ليأخذوا بركتها وينالوا رضوان الله. وهم يفتخرون بالكعبة كشيء مقدس ولربما يتزين البعض منهم بأشكال ذهبية أو فضية لها كما نتزين نحن المسيحيين بأشكال الصليب. ويبدو أن كل أصحاب عقيدة لهم رمز حسي يربطهم بالله، يقدسونه لأنه يرمز إلى عمل عظيم عمله الله معهم، وإن كان هذا الرمز ينال التكريم والتقديس إلا أن العبادة لا تُقدَّم له بل لله وحده لذلك وإن كان الصليب أصلًا من الخشب، والكعبة هي من الحجر لذلك فتعبير خاطئ أن يُقال إن هؤلاء يعبدون خشبة، وأولئك يعبدون حجرًا. ولكن التعبير السليم أن كلًا منهما يقدس ما يعتقد فيه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عنـــدك هــم كبيـــر ..؟؟ |
هــل تعرفــه ؟ |
هــل : |
هــل تعرفــه ؟ |
هــل انــا مــحـبــوب ؟؟؟؟ |