المحبة هي أساس كل البنيان "

[walaa farouk]

دخلت مستشفى الأمراض العقلية للعلاج وبعد العلاج رفضت الخروج لتعالج الناس! قصة واقعية رائعة

فى بداية القرن العشرين كان فى ولاية ( بوسطن ) مستشفى للامراض العقلية ، تتعامل مع مرضي التخلف والاضصرابات العقلية الشديدة . وكان احدى هؤلاء المرضي فتاة صغيرة تدعى ( آني ) ، لا تتجاوب مطلقا مع العاملين فى المستشفى ، الذين جربوا كل الطرق لمساعدتها لكن دون جدوى .
واخيرا وُضِعت فى حجرة فى الطابق الارضي وتُركت ميئوسا منها .. ولكن إحدى العاملات فى المستشفى كانت امراة رائعة تؤمن بإحتياج جميع البشر للحب والاهتمام والرعاية . لذا قررت ان تقضي وقت راحتها امام حجرة ( آني ) المغلقة تقرأ لها من الانجيل كلام الحياة والكتب الروحية، وتدعو من اجلها ليخرجها الله من سجن الصمت الذى تعيش فيه .
مرت شهور والمرأة تحاول التحدث اليها ، والفتاة لا تستجيبُ، وكانت تحضر لها بعض الحلوى ، لكن ( آني ) لم تمد يدها ابدا لتأخذها .
وفى احد الايام نقصت قطعة حلوة من الطبق الذى كانت تتركة هذة المرأة العظيمة ، ففرحت كثيرا وتشجعت على الاستمرار فى القراءة والدعاء من اجل ( آني ) والتحدث اليها .
اخيراً بدأت الفتاة فى الرد عليها من خلال قضبان حجرتها .وسريعا اقنعت هذه المرأة الفاضلة الأطباء بضرورة إعطاء ( آني ) فرصة ثانية للعلاج . فأخرجوها من حجرتها واستأنفوا العلاج ، وبعد عامين قيل لـ ( آني ) إن بامكانها ترك المستشفى بعد ان تم لها الشفاء لانها تجاوبت مع الحب والاهتمام الذين حصلت عليها من تلك الرائعة المجهولة الاسم التى احبتها كل هذا الحب و أغدقت عليها بسيل جارف من الحب والحنان والشفقة .
لكن ( آنى ) رفضت الخروج من مستشفى الامراض العقلية ، وقررت البقاء فيها لتعطى الاخرين الحب الذى حصلت عليه فبقيت مع المرضي .
وبعد نصف قرن من هذة الحادثة ، اقامت ملكة انجلترا احتفالا خاصا لتكريم ( هيلين كيلر ) التى كانت من اكثر البشر ابداعا ، رغم انها عمياء خرساء صماء .
والتى عندما سُئلت عن سبب نجاحها اجابت : لولا ( آنى ) لما كنت اليوم هنا فنحن نعلم أن آني هى معلمة هيلين كيلر التى أخرجتها من الظلمة إلى النور!
إن ما نقدمه من الحب للاخرين له القدرة على صنع المعجزات، وعلينا أن نتذكر دوماً تلك الآية "
المحبة هي أساس كل البنيان "