المدمن وبيته

[walaa farouk]

تحتاج أسرة المدمن أن تتبع أربعة قواعد في التعامل معه:
السماح له أن يدرك أن المشكلة مشكلته
تقديم المساندة
وضع الحدود
الاستمرار في حياتنا
1- السماح له أن يدرك أن المشكلة مشكلته:
كثيراً ما يرى الأهل والأصدقاء الحجم الحقيقي لمشكلة المدمن، بينما لا يدري المدمن نفسه المشكلة في حجمها الحقيقي. فيحاول الأهل والأصدقاء "حصاره" أو "علاجه" أو "فرض الرقابة عليه" أو "نصيحته"... إلخ. فماذا يفهم المدمن من هذا؟
يفهم المدمن:
إنهم إذا كانوا يريدون علاجي... فليعالجوني إذن
المشكلة هي: أن أرضيهم أو أعوضهم عن الأضرار والأوجاع التي سببتها لهم.
أن أحقق توازن بين التعاطي أو أي سلوك إدماني وبين رضاهم، سواء بأن أخفي عنهم أو ألا أفُرط في التعاطي أو أن أضع خططاً للتحكم في التعاطي بدون أن أخبر أحداً.
سأقبل العلاج من أجل خاطرهم، حفاظاً على مشاعرهم سأضحي "بحياة الإدمان"
وكل هذه الحلول خاطئة لا تؤدي إلى التعافي الحقيقي.
التعافي الحقيقي يقوم على أساس أن يدرك المدمن:
المشكلة مشكلتي أنا. حياتي هي التي تضيع في هذا المرض.
المسئولية الأولى في تطبيق مبادئ العلاج على كل جوانب حياتي هي مسئوليتي أنا، وليست مسئولية عائلتي أو المعالجين أو زملاء المجموعة.
فلسفتنا العلاجية تقوم على الانقطاع الكامل عن التعاطي. ينبغي أن يكون توجهي الامتناع عن التعاطي لنفسي لا لمصلحة أي إنسان أو من أجل خاطر أي إنسان.
2- تقديم المساندة
رغم أن الأهل يدركون في أحيان كثيرة حجم المشكلة أكثر من المدمن إلا أنهم كثيراً ما يتعجلون الشفاء. فقد نتعجل في:
دفع المدمن إلى العمل – المذاكرة – الخطوبة – الزواج....
دفع المدمن إلى تصفية أخطائه أو حسابه عليها.
التنفيس عن غضبنا وإحباطنا منه.
دفع المدمن إلى ترك الاجتماعات والمجموعات العلاجية والمتابعة.
ترك البرنامج لأنه تحسَّن.
تعويض ما فاته من النواحي المالية.
تحميله مسئوليات عائلية فوق طاقته أو على حساب برنامجه العلاجي.
أو قد نقوم بإدانة المدمن أو الإصرار على الحكم عليه.
أو قد نقوم بمحاولة إشعاره بالذنب.
أو معايرته بما قدمناه له أو بما سببه في حياتنا.
أو وعظه بصفة مستمرة.
أو تحليله نفسياً وتوضيح أسباب وخفايا سلوكه.
أو إعطاءه تعليمات وإرشادات لم يطلبها أصلاً، حول كيف يتصرف في حياته.
الدعم هو قبول الإنسان كما هو. والوقوف إلى جواره ومحاولة تفهّمه والإحساس به.
3- وضع حدود واضحة:
ليس من حقي أن أمنع المدمن من التعاطي لمجرّد أني لا أحب المخدرات لكن:
من حقي ألا يتعاطى في بيتي.
من حقي ألا يتعاطى في سيارتي.
من حقي ألا أتكلم معه وهو تحت تأثير المخدر.
من حقي ألا يسرق أموالي.
من حقي ألا يكذب عليّ.
من حقي أن أتدخل وأدخله مستشفى للعلاج القسري إذا شكَّل خطراً على نفسه أو على حياته أو على حياة الآخرين.