عن مشاعرنا

[walaa farouk]

المشاعر أساس لقدراتنا الأساسية

إن مشاعرنا واحدة من قدراتنا الأساسية. لان مشاعرنا تمنحنا إشارات من الجسد تخبرنا بما يحتاج إليه، أو ينقصه، أو يشبعه. وتساعدنا هذه الطاقة على أن نتصرف بشكل فعّال من نحو الاهتمام بأنفسنا. كما أن المشاعر تعبير مباشر عن الحقيقة بخلاف الأفكار التي تترجم اختبارنا أو تحلله. كما تمنحنا المشاعر معلومات هامة عما نحتاج للقيام به، وعن الأمور التي نريد أن نغيرها أو كيف نريد ان نغيرها.
فالغضب يمنحنا القوة والحماية.
والخوف يمنحنا الحكمة والتمييز.
والحزن يمنحنا القدرة على أن نكمل ما مضى والعمل خلال خسائر الحياة الضرورية والحتمية وتخطيها. والخزي يدعنا نعلم اننا بشر،
والخزي المحدود يخبرنا باننا نحتاج لى المساعدة وان من الممكن ان نرتكب أخطاء. أما الذنب فهو الذي يشكل الضمير.
إن القدرة على الشعور تسمح لنا بمعرفة حقيقتنا التلقائية الفريدة.
فالمشاعر أداة تجعلنا مدركين تماماً لأي مدى تم تسديد احتياجاتنا. والمشاعر هي طاقة في حالة حركة. وهذه الطاقة (ولتكن نبض القلب وشد العضلات أثناء الغضب) تسمح لنا بالتغلب على أي شيء يهدد احتياجاتي الأساسية. فبدون طاقتي (وهي الغضب في هذه الحالة)، أنا عاجز عن تدعيم إحساسي بالكرامة وتقدير الذات.
والخوف هو الطاقة التي تساعدنا على التمييز. فهي تسمح للمرء بتقييم الغضب وأن يكون واعياً بمناطق الخطر التي تتعلق بتسديد احتياجاتنا الأساسية.
والحزن هو القوة التي تجعلنا نبكي على ما فقدناه ونودعه. فالحياة عبارة عن رحلة ممتدة من الوداع، ولهذا من الضروري أن نوّدع ما نفقده باستمرار ونكمل دائرة نمونا.
الأسى والحزن يمدانا بالطاقة لكي نكمل ما مضي. حيث يعتبر توديع مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة أمر جوهري للنمو حتى فترة دخول المدرسة. وتوديع المدرسة شيء ضروري من أجل شق طريقنا وأخذ مكاننا في الحياة. فمن هنا يتطلب النمو إذن عملية مستمرة من الموت والولادة المتجددة. والأسى هو "الشعور الشافي."
والإحساس بالذنب هو الطاقة التي تشكل الضمير. وهو الخزي الأدبي الذي بدونه سوف نسلك بلا حياء ونصبح أناس مضطربين اجتماعيا وعقليا. ويساعدنا الشعور بالذنب على أن نجاهد من أجل شيء ما وأن تكون لنا منظومة من القيم الداخلية التي تقودنا إلى تصرفات والتزامات معينة.
أما الخزي فهو القوة التي تعرفنا أننا محدودين ومتناهين. فالخزي يسمح لنا بارتكاب الأخطاء ويجعلنا ندرك أننا في حاجة إلى المساعدة. كما أنه مصدر روحانيتنا.
والفرح هو القوة التي تشير إلى أن كل شيء على ما يرام. وأنه تم تسديد بعض الاحتياجات كما أننا نتغير وننمو. كما يخلق الفرح طاقة جديدة غير محدودة.