مغفرة الله لكم أمر يعود اليكم

[Ramez5]

قال السيد المسيح إن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي (الله) زلاتكم وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم .

اخوتنا الأحباء، علينا ان نعلم بان الغفران هو شيء لا يتعلق بالشخص المسيء، بل بالشخص الذي اُسيء اليه. فحين يخطئ شخص تجاهك ولا تغفر له، ودعوت عليه بالشر، فهل تظن ان الله سيستجيب لدعاءك؟ كلا بلا شك. فأنت بدعائك هذا تضر نفسك اولاً، حيث تجعلها أداة للبغضة والكراهية، ولا يكون عدوك هو الذي اضرك فقط، إنما انت تضر نفسك ايضاً. بالإضافة الى ذلك، فالله هو مصدر الخير، ولا يمكن للخير أن يقبل بالشر مهما كان، حيث يقول السيد المسيح عن الله “هو يطلع شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين.”، فمثل دعاءك هذا لا يمكن أن يُستجاب له، لأن مصدر الخير (الله) لا يمكن ان يكون مصدر للشر، لأن الله لا يناقض نفسه، حاشا له. والسيد المسيح يقول لنا بأن الله سيتعامل مع زلاتنا تجاهه مثلما عاملنا اخوتنا الذين اخطأوا بحقنا. فعلينا ان نتوقع ماذا ستكون نتائج افعالنا، ان كانت مسامحة ام عدم مسامحة… ويجب ان نسأل انفسنا: هل نحن مستعدين ان نتحمل نتائج عدم مسامحتنا؟ احبائنا، نعم، الشخص اخطأ بحقنا، ولكن اذا كنا لا نطلق له المغفرة، فنحن من نسجن انفسنا في سجن الحقد، الذي هو نار تأكل صاحبها، ونجلب دينونة على انفسنا حيث نقول لله: يا رب، لا تغفر لنا مثل هذه الأفعال انت ايضاً. فلا نفعل ذلك احبتنا، بل لنطلق المغفرة لمن اساء الينا، فنفتح علينا باب البركات من الله الذي هو ابو البركات، فيعود سلامه الينا ويغمرنا ويزيل كل الإضطرابات والمشاعر السيئة، وفي هذه الحالة، فلا نعود نؤذي انفسنا، بل نؤذي الشيطان الذي يريدنا ان نؤذي انفسنا ونحقد على بعضنا البعض. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٦ : ١٤