جاء في الإنجيل المقدس «كانت هناك امرأة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة سنة. أنفقت كل ما تملكه على الأطباء وما قدر أحد أن يشفيها. فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه، فوقف نزف دمها في الحال. فقال يسوع: "من لمسني؟" فأنكروا كلهم، وقال بطرس: "يا معلم، الناس كلهم يزحمونك ويضايقونك وتقول من لمسني؟" فقال يسوع: "لمسني أحدهم، لأني شعرت بقوة خرجت مني". فلما رأت المرأة أن أمرها ما خفي على يسوع، جاءت راجفة وارتمت على قدميه وأخبرته أمام الناس كلهم لماذا لمسته وكيف شفيت في الحال. فقال لها: "يا ابنتي، إيمانك خلصك، فاذهبي بسلام"»
اخوتنا الأحباء، كان الكثير من الناس يزاحمون السيد المسيح في تلك اللحظة، اي ان الكثيرين منهم كانوا يلامسونه وملتصقين به، ولكن لم يُشف احد منهم؛ وهذه المرأة مجرد انها لمست ثوبه شُفيت، لماذا؟… والإجابة بسيطة: لأنها آمنت بأن هذه اللمسة ستشفيها وتعمدت في ان تذهب اليه وتلمسه. وهذا كان كافياً لحدوث الشفاء. لذلك قال لها السيد المسيح “ايمانك خلصك” ولم يقل لها “انا خلصتك”، مع انه هو فعلاً الذي خلصها. فصحيح ان السيد المسيح قادر على الشفاء، ولكن الموضوع هو موضوع طلب صادق مع ايمان. فبالتأكيد كل الذين كانوا يزاحمون السيد المسيح في تلك اللحظة كانت لديهم بعض الأمراض او المشاكل الجسدية، ولو البسيطة، ولكن الشفاء حصل فقط للتي طلبت وآمنت بالشفاء، بالرغم من أن طلبها لم يكن بصورة مباشرة وواضحة. وهذه فكرة مهمة احبائنا نستنتجها لحياتنا اليومية، فكلمة الله موجودة في بيوتنا كلنا في الإنجيل المقدس، ولكننا لن نأخذ بركة منها على حياتنا إلا اذا آمنا بأن لها القدرة على ان تباركنا وتعمدنا وذهبنا لها وطلبنا منها البركة. والسيد المسيح يرينا بأنه مهما كان ايماننا قليل، فالله سيستجيب، لأنه لا يرفض من يطلبون منه بإيمان. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ٨ : ٤٣