هل يجب على المؤمن أن يعترف باستمرار ولمَن؟
إن الكثير من الخطايا التي نرتكبها يتكرّر. هذه نعترف بها لا مرّة واحدة وحسب بل كلّما ارتكبناها. لهذا فإن هناك حاجة إلى جردة اعتراف بالأمور العادية التي تتكرر مثل الترثرة والظن السيء والحكي على الآخرين والكذب والقَسَم والشتيمة والأكل والشرب من دون رقيب وطلب المديح وعدم حفظ الحواس. هذه يحددها المعترف وفق ما يراه مناسباً للمعترف: مرة في الشهر، أكثر أو أقل. وهناك الاعتراف بخطايا أكثر جسامة من سواها وأقل مألوفية مثل القتل والسرقة والزنى وشهادة الزور. هذه يعترف الساقط فيها في أقرب وقت ممكن منذ حدوثها. وبالخبرة تستبين الطريق للمعترف. فئة الخطايا العادية المتكررة قد تجعل المعرِّف يفرض على المعترف فروضاً خاصة إلى أن يحين موعد اعترافه بها. مثلاً قد يقول له إذا ظننت السوء بإنسان فاطلب السماح من الله فوراً واعمل خمس سجدات كبيرة وقل عشر مرات على المسبحة الرهبانية: أعِن يا رب الأخ الفلاني وارحمني. وإذا كان، مثلاً، قد دخل وإياه في خصام، فقد يقول له: اذهب إليه أو اتّصل به تلفونياً وقل له: سامحني لأني جرحتك، دون أن تبرّر نفسك أو تدخل معه في تفاصيل غير لازمة.
أما لمَن يعترف فالمؤمن يعترف، عادياًـ للكاهن. هذا إذا توفّر. وإذا وُجد الإنسان في غربة فإنه يأخذ توجيهات كاهنه وفقاً للمكان والزمان والظروف التي يقيم فيها. وسائل الاتصال اليوم ميسرة. قد يستعين المعترف بالهاتف أو بالبريد الالكتروني. طبعاً الكاهن لا يعطي الحل عن الخطايا عن بُعد، ولكن إذا التزم المعترف بتوجيهات المعرِّف فإن صلاة المعترف عن نفسه طلباً لمسامحة الرب الإله له، من ناحية، وصلاة المعرِّف من أجله، من ناحية أخرى، تسد مسدّ الاعتراف والحل الرسميين إلى أن يلتقيا. إذ ذاك يكملان ما شرعا فيه عن بُعد.