القديسة البارة أبولينارية التي نسكت باسم دوروثيوس (القرن5م)
4 كانون الثاني غربي (17 كانون الثاني شرقي)
ابنة أحد الولاة في رومية، المدعو أنثيموس، أيام الإمبراطور البيزنطي لاون الأول (457 -474م). فاقت الكثيرات من أترابها جمالاً وحكمة. فتنها الرب يسوع المسيح فأصرت على والديها إلى أن أذعنا أن تكون له بتولاً وأن تحج إلى الأماكن التي وطأتها قدماه. في أورشليم أطلقت عبيدها ووزعت ثيابها على الفقراء وزينتها ومالها وتوجهت إلى مصر التي كانت فردوس النساك. برفقة خصي وخادم مسن. ما إن وصلت إلى الإسكندرية حتى غادرتهما واستقرت في برية قريبة. بقيت هناك سنين طويلة تُخضع الجسد للنفس بكل أنواع النسك صابرة على غارات البعوض المتواصلة عليها. وخز البعوض كان من الكثافة والحدة بحيث أضحى جلدها، بعد حين، قاسياً كذبل السلحفاة. من هناك انتقلت إلى الإسقيط بضفتها خصي وتحت اسم مستعار وهو دوروثيوس. أعطيت قلاية فأقامت فيها مثابرة على الصلاة ليل نهار. في تلك الأثناء، كان لأنثيميوس، أبيها، الذي تألم عليها أشد الألم، ابنة ثانية فيها شيطان. فلما يئس من كل عون بشري، بعث بها إلى آباء برية الإسقيط طالباً صلواتهم عليها. فما كان منهم سوى أن حولوها إلى الراهب الخصي دوروثيوس الذي سأل من أجلها بإلحاح ثم ردها سالمة معافاة. ولكن تبين، بعد حين، أن الابنة حبلى فحامت الشبهة حول دوروثيوس الراهب. فلما استطلع أنثيموس الأمر ودقق فيه تبين له أن دوروثيوس امرأة وأنها عزيزته أبولينارية بالذات. غير أن القديسة عادت إلى قلايتها بعد أيام بعدما تمكنت من إقناع ذويها بحفظ خبرها مستوراً. وقد بقي سر القديسة مصوناً إلى أن تكملت في الفضيلة ورقدت في الرب. إذ ذاك اكتشف آباء الإسقيط بإعجاب كبير ورهبة بالغة أنها امرأة