رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هــارون
ليفهم قارئي العزيز أننا لا نقصد بهذه المقالات أن نُقلِّل من شأن الآخرين؛ بل غرضنا أن نُعلّي ونُعظم اسم ربنا الكريم، ونظهر تفرّده عن كل من عداه حتى من العظماء. وكما رأيناه في الأعداد السابقة كالأعظم من كل الملوك ممثَّلين في الملك سليمان، والأعظم من كل الأنبياء ممثَّلين في النبي يونان؛ سنرى الآن لمحات من عظمته الفائقة كرئيس الكهنة العظيم، والذي فاق على كل الكهنوت اللاوي. ولنأخذ أول رئيس كهنة وهو من تسمى الكهنوت باسمه، فنرى كيف كان المسيح أعظم من: هارون وتجهيزه للخدمة قبل أن يتولّى هارون مهام منصبه كرئيس كهنة، كان هناك إجراءات كثيرة أجراها له موسى لمسحه للكهنوت نذكر منها:
هارون وبدايته مع الشعب بعد كل ما عُمِلَ له لتقديسه ليخدم في القدس؛ كان أول ما فعل هو أنه صنع عجلاً مسبوكًا من الذهب، وبنى له مذبحًا ونادى قائلاً: غدًا عيد للرب. يا للعجب! وبفعلته هذه جلب على الشعب خطية عظيمة، وعرّاه للهزء بين مقاوميه (اقرأ خروج32). هذا ما فعله أول رئيس كهنة. أما المسيح فقد أرجع الملايين إلى الله من الأوثان، بعد أن نزع عنهم خطاياهم العظيمة وألبسهم الحُلّة الأولى، ليصيروا ذوي كرامة خاصة بين الناس. هارون ونهايته مع الله لقد حرمه الله - مع موسى - من دخول أرض الموعد مع الشعب، بسبب ما حدث عند ماء مريبة قادش (عصى قول الرب خان الرب اقرأ عدد20؛ تثنية9، 32)، والنتيجة لذلك غضب الرب عليه، وجاء اليوم الذي خلعوا عنه ثيابه ومات على رأس جبل هور، ولم يدخل الأرض، وبكاه الشعب ثلاثين يومًا. أما الأعظم فهو الوحيد الذي قال للآب «أنا مجّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا17: 4). وفي نهاية خدمته على الأرض خلعوا عنه ثيابه، وبعد جلده نزعوا عنه الرداء، ومات على جبل الجلجثة. وإن كان هذا قد أبكى التلاميذ ثلاثة أيام، لكنهم رأوه بعد القيامة وفرحوا برؤيته. هذا هو أول رئيس كهنة! وماذا عن آخر رئيس كهنة الذي على يديه قُتل المسيح. لكن لنكف عن الإنسان. وليتك عزيزي القارئ تقرأ وبعناية رسالة العبرانيين والتي فيها نرى عظمة كهنوت ربنا يسوع على الكهنوت الهاروني. ذاك الذي قيل عنه «فإذ لنا رئيس كهنة عظيم»، وأيضًا «وكاهن عظيم على بيت الله» (عبرانيين4: 41؛ 10: 21). فما أعظمه! |