رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرياضة الروحية
من العوامل الهامة لنمو أجسامنا الطبيعية والاحتفاظ بلياقة بدنية عالية، ممارسة أنواع من التمرينات والأنشطة الرياضية المختلفة. وبدون الرياضة الجسدية يصبح الشخص خاملاً كسولاً مترهلاً ثقيل الحركة معرَّضاً للأمراض. وأعتقد يقيناً أن كل شاب، أو فتاة، يهمه جداً مظهره وقوامه أمام نفسه وأمام الآخرين. ولا يرضى إلا أن يكون رشيقاً نشيطاً سريع الحركة وكثير العطاء. وكما هو الحال مع أجسادنا الطبيعية هكذا أيضاً مع كياننا الروحي؛ فيجب أن نمارس أنواعاً من الأنشطة الروحية لكي ننمو ونحتفظ بقوامنا الروحي صحيحاً. «جيد للرجل أن يحمل النير في صباه» (مراثي3: 27). هكذا يقول الكتاب إن التعوّد على تحمل المسئوليات من الصغر سيساعد كثيراً على النمو في الحياة الروحية والعلاقة مع الله. وبدون ممارسة أي نوع من النشاط أو الخدمة فإن المؤمن، أو المؤمنة، سيفقد شهيته الروحية للكتاب والصلاة، وسيصبح خاملاً وعقيماً. والعكس صحيح؛ فكلما أعطى بنشاط كلما أخذ أيضاً ليعطي، وكلما ازداد سروره بالعطاء. كان صموئيل صبياً صغيراً عندما أصعدته أمه إلى الرب في شيلوه ليقيم هناك ويخدم الرب. وقد بدأ مبكراً في التعود على تحمل المسئوليات وممارسة أنواع من الخدمات البسيطة التي تتناسب مع سنه الصغير، وكان سعيداً بذلك. «كان الصبي يخدم الرب أمام عالي الكاهن» (1صموئيل2: 11). والعيشة في جو المسئولية جعلته ينمو بسرعة «وكبر الصبي صموئيل عند الرب» (1صموئيل2: 21). عارفاً قدر نفسه؛ وهذا شيء لازم لكل الأطفال والأحداث في عائلة الله. وقد قنع صموئيل بالخدمة البسيطة التي كُلِّف بها، وكان يؤديها بكل أمانة ونشاط. وقيل عنه: «أما الصبي صموئيل فتزايد نمواً وصلاحاً لدى الرب والناس أيضاً» (1صموئيل2: 26). ويا لها من شهادة حسنة رغم الجو الفاسد الذي كان يحيط به. وأخيراً قيل عنه «وكبر صموئيل وكان الرب معه... وعرف جميع إسرائيل... أنه قد اؤتمن صموئيل نبياً للرب» (1صموئيل3: 19،20). إنها بركة عظمى أن يتحمل الشخص المسئولية من الصغر ويسلِّم نفسه بين يدي الرب ليشكِّله ويستخدمه حسبما يريد. إن هذا يشبه التمرينات الرياضية ، وهي لا شك أسهل في السن الصغير. فالشخص سيتمرن على التقوى ومخافة الرب وهو في جو المسئولية، ولن يكون متهاوناً في حياته وسلوكياته. وهذا ما قاله الرسول بولس لتيموثاوس «روِّض نفسك للتقوى» (1تيموثاوس4: 7). كذلك سيتمرن على الصلاة والارتماء على الرب شاعراً بضعفه واحتياجه إلى العون الإلهي. وسيعكف على دراسة الكلمة ويفحص الكتب بكل نشاط كل يوم. سيتمرن على خدمة النفوس مضحياً براحته وأموره الخاصة. سيتمرن أن يستثمر البسيط الذي عنده وسيجد نفسه أنه يستطيع أن يشارك بأشياء كثيرة نافعة. وستنمو مواهبه وقدراته. وتأكد يا عزيزي أن عمل الرب كبير ومتسع ويحتاج إلى كل مؤمن ومؤمنة ليشارك فيه. والمطلوب أن تبدأ مبكراً، وتعرف المكان الذي يريدك الرب فيه، ولا تستصغر نفسك «لا تقل إني ولد» (إرميا1: 7). ولا تنسَ يوسف وداود وتيموثاوس وغيرهم. بهذا تنمو روحياً بشكل أفضل وتحتفظ بقوامك الروحي صحيحاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|