من هو كريستوفر كولومبوس ؟
كريستوفر كولومبوس هو المسكتشف الايطالي الشهير الذي اكتشف العالم الجديد في الامريكتين في رحلة استكشافية برعاية الملك فرديناند ملك إسبانيا وذلك في عام 1492 .
ملخص عن حياة كريستوفر كولومبوس :
ولد المستكشف الايطالي والملاح كريستوفر كولومبوس عام 1451 في جمهورية جنوة في إيطاليا ، وكانت اول رحلة له إلى المحيط الاطلسي في 1476 ، وكانت ستكلفه هذه الرحلة حياته ، كما شارك كريستوفر كولومبوس في عدة بعثات اخرى إلى افريقيا وذلك في عام 1492 ،وغادر كريستوفر كولومبوس الي اسبانيا في سانتا ماريا، ويعزى اليه الفضل لفتح الامريكتين إثناء الاستعمار الاوروبي .
رحلات مبكرة في حياة كريستوفر كولومبوس :
ذهب كريستوفر كولومبوس لاول مرة إلى البحر عندما كان مراهقا، وقام بالمشاركة في العديد من الرحلات التجارية في البحر الابيض المتوسط وبحر إيجه ، وكانت واحدة من تلك الرحلات في العصر الحديث اليوناني ، وكانت اول رحلة له إلى المحيط الاطلسي في 1476 وكانت ستكلفه حياته كما ذكرنا سابقا ، فبينما كان الاسطول التجاري يبحر اذ بالقراصنة الفرنسيين تقوم بالهجوم عليه قبالة سواحل البرتغال ، واحرقوا سفينته، واخذ كريستوفر كولومبوس يسبح حتي وصل إلى الشاطئ البرتغالي وشق طريقه إلى لشبونة ، في البرتغال، حيث استقر في نهاية المطاف هناك وتزوج فيليبا ، وانجبا الزوجان ابنا واحدا وهو دييغو الذي انجبوه في عام 1480 .
ولكن توفت زوجة كريستوفر كولومبوس بعد فترة وجيزة وبعد ذلك انتقل كريستوفر كولومبوس الى اسبانيا ، وكان لديه ابن اخر يدعي فرناندو والذي قام بانجابه خارج إطار الزواج في عام 1488 والتي كانت والدته بياتريس إنريك دي ارانا .
شارك كريستوفر كولومبوس في عدة بعثات اخرى إلى افريقيا ، وقام فيها باكتساب المعرفة من التيارات المتدفقة الاطلسية شرقا وغربا من جزر الكناري ، وكان وقتها قد سيطر المسلمين على طرق التجارة عبر الشرق الاوسط مما جعل السفر إلى الهند والصين صعب للغاية ، وهنا كان الإبحار في الطريق غربا عبر المحيط الاطلسي كان اسرع واكثر امنا، ووقتها وضع كريستوفر كولومبوس خطة للابحار للغرب وكان يريد من خلال الغرب الوصول إلى الشرق ، وقدر حجم الارض ليكون المجال ما يقرب من 63٪ من حجمها الفعلي والمسافة بين جزر الكناري واليابان قدرها نحو 2300 ميل ، ولكن اختلف العديد من الخبراء مع هذا البحري المعاصر، وظلوا متمسكين بتقدير محيط الارض على 25،000 ميل، وهذا جعل المسافة بين جزر الكناري واليابان حوالي 12،200 ميل عن النظام الاساسي ، وبالرغم من ان الخبراء اختلفوا مع كريستوفر كولومبوس بشأن مسائل المسافة هذه ، الا انهم اتفقوا معه على ان الرحلة غربا من اوروبا سيكون طريقا للمياه دون انقطاع .
رحلة كريستوفر كولومبوس الاولى إلى العالم الجديد :
رفض كريستوفر كولومبوس رحلة كانت مقدمة له من قبل الملك البرتغالي وكانت الرحلة مكونة من ثلاث مركبات التي تساعده علي الاكتشاف الجيد ، وقبل ان يتولى كريستوفر كولومبوس خطته الاولي من جنوة ومن ثم إلى البندقية ، ثم ذهب إلى الملكة الإسبانية إيزابيلا من كاستيل والملك فرديناند من اراغون، وذلك في عام 1486 ، ولكن الخبراء البحريين كانوا متشككين في البداية حول افكار كريستوفر كولومبوس ، ولكنه مع كل ذلك كان الملوك مفتونون به ، ولكنهم لم يكونوا مستعدين للاستماع الي افكاره او مساعدته علي القيام بحملته الاستكشافية حيث انهم كانوا مشغولون بحربهم مع المسلمين وقتها ، وقالوا له انه يتوجب عليه الانتظار .
ولكن واصل كريستوفر كولومبس الضغط على الديوان الملكي وسرعان ما وافقوا علي حملته بعد ان قام الجيش الإسباني بالسيطرة علي غرناطة وذلك في يناير من عام 1492، وبالفعل وافقت الملوك علي تمويل حملته في اغسطس من نفس العام ، وغادر كريستوفر كولومبوس اسبانيا في سانتا ماريا، وبعد 36 يوم من الإبحار، استطاع كريستوفر كولومبوس هو والعديد من افراد طاقمه ان يضعوا اقدامهم على جزيرة ، ووقتها زعموا انها تنتمي الي اسبانيا ، وكان يوجد علي هذه الجزيرة مجموعة من المواطنين الذين كانو يعملون بالتجارة المفتوحة وقاموا بالتبادل مع البحارة فقاموا بتبادل الخرز الزجاجي، وكرات القطن، والببغاوات والرماح .
بعدها واصل كريستوفر كولومبوس هو ورجاله رحلتهم ، وقاموا بزيارة الجزر من كوبا وهيسبانيولا ( التي هي الآن هايتي وجمهورية الدومينيكان) وقاموا بالاجتماع مع زعماء السكان الاصليين ، ولكن خلال هذا الوقت، دمروا المستوطنة الخاصة بالرحلة وتم إنقاذ عدد قليل من الرجال وقام كريستوفر كولومبوس هو ورجاله ببناء مستوطنة " فيلا دي لا نيفيداد " بالخشب ، فقد بقي تسعة وثلاثين رجلا قاموا معه بعمل المستوطنة ، وبعدها ابحر كريستوفر كولومبوس للوطن مع اثنين من السفن المتبقية .
رحلات لاحقة لكريستوفر كولومبوس :
قام كريستوفر كولومبوس بالعودة إلى إسبانيا في عام 1493، وقدم كريستوفر كولومبوس، تقرير مبالغ فيه وكان هناك استقبال وترحيب حار من قبل الديوان الملكي، وفي نفس العام تولى حملة استكشافية اخري إلى البحار لكي يقوم باستكشاف المزيد من الجزر في المحيط الكاريبي ، وعند وصوله إلى هيسبانيولا، اكتشف كريستوفر كولومبوس وطاقمه ان السكان لم يستجيبوا لرغبات الملكة، ووجد الكثير من الهجوم ، مما جعل كولومبوس يقوم بأنشاء سياسة السخرة على السكان الاصليين لإعادة بناء المستوطنات والتنقيب عن الذهب، واعتبر ذلك انه سيكون مربح بدون شك ، ولكن انتجت جهوده هذه كميات صغيرة من الذهب وكراهية كبيرة من السكان المحليين ، وقبل ان يعود الي اسبانيا مرة اخري ، غادر وابحر لفترة وجيزة حول الجزر الكبيرة الكاريبية ، وفعل ذلك لكي يقوم بإقناع نفسه انه قد اكتشف الجزر الخارجية للصين .
ولم يستكمل كريستوفر كولومبوس حتى رحلته الثالثة حتي وصل فعلا الي البر الرئيسى وقام باستكشاف نهر اورينوكو ، التي هي في الوقت الحاضر فنزويلا ، ولكن مع الاسف، فقد كريستوفر السيطرة علي الاوضاع في هيسبانيولا وكل شئ تدهور إلى حد يشبه التمرد ، فكان المستوطنين يدعون انهم يتعرضون للتضليل من جانب كولومبس ويشكون من سوء إدارة إخوته ، وعلي الفور ارسل الملك الاسباني مسؤوله الملكي الذي اعتقل كولومبوس وتجريده من سلطته ، وعلي عكس ما ذهب عاد كريستوفر كولومبوس إلى إسبانيا في سلاسل لمواجهة الديوان الملكي ، واستطاع ان يسقط التهم في وقت لاحق ولكنه خسر ألقابه عندما كان حاكما لجزر الهند ولبعض الوقت فقد ايضا الكثير من الثروات التي قدمت له خلال رحلاته .
وقام البعض بإقناع الملك فرديناند ان كريستوفر كولومبوس هو اكثر شخص يمكن ان يجلب ثروات وفيرة اذا قام برحلة اخري ، وبالفعل ذهب كولومبوس للمشاركة في رحلة في عام 1502، وقام بالسفر على طول الساحل الشرقي لامريكا الوسطى في البحث غير الناجح عن مسار يؤدي إلى المحيط الهندي ، وجاءت عاصفة ودمرت إحدى سفنه ، وخلال هذا الوقت، كانت الجزر المحلية، تعبت من الاسبان وسوء معاملتهم وهاجس الذهب الذي يفكرون به طوال الوقت ، لذلك اتفقت جميع الجزر ورفضوا ان يعطيهم الطعام ، وفي وقت لاحق وصل فريق الإنقاذ اخيرا، فهي ارسلت من قبل الحاكم الملكي هيسبانيولا في يوليو وعاد كريستوفر كولومبوس ورجاله إلى إسبانيا في نوفمبر عام 1504 .
تراث مختلط في حياة كريستوفر كولومبوس :
وفي السنتين المتبقيتين من حياة كريستوفر كولومبوس ، كافح كثيرا لاسترداد القابه المفقودة وبالفعل في مايو 1505 ، استعاد بعض من امواله، ولكنه لم يستطع اعادة القابه ابدا ،وتوفي كريستوفر كولومبوس في 20 مايو 1506 ، وحتي الان لا يزال الاعتقاد انه قد اكتشف طريقا اقصر إلى آسيا .
تراث كريستوفر كولومبس مختلط وملئ بالاشياء ، فهو له الفضل لفتح الامريكتين وايضا في الاستعمار الاوروبي ولكنه مع كل هذا كان له يد في تدمير السكان الاصليين للعديد من الجزر التي قام باستكشافها ، وجاءت مجموعة رحلاته لكي تلعب حركة نقل واسعة الانتشار بين الناس، والنباتات، والحيوانات، والامراض، والثقافات التي اثرت بشكل كبير علي كل مجتمع في العالم تقريبا .
فقد سمح الفرس من اوروبا للقبائل الامريكية الاصلية في منطقة السهول الكبرى في امريكا الشمالية ان يقوموا بالتحول من البداوة إلى حياة الصيد ، كما اصبحت الاطعمة التي تمتد من الامريكيتين مثل البطاطا والطماطم والذرة ان تنتشر في اوروبا وساعدت في زيادة سكانها ، فعلي سبيل المثال القمح الذي كان من اوروبا والعالم القديم قد اصبح بسرعة مصدر الغذاء الرئيسي لسكان الامريكتين ، واصبحت القهوة التي تأتي من افريقيا وقصب السكر من آسيا المحاصيل النقدية الرئيسية لبلدان امريكا اللاتينية .
وايضا جلب معه امراض جديدة إلى كل من نصفي الكرة الارضية، فعلي سبيل المثال الجدري الذي اتي من العالم القديم هلك الملايين من سكان الامريكيين .