1ـ فى مثل هذا اليوم استشهد القديس يهوذا أحد السبعين رسولاً. وقد بشر هذا الرسول فى مدن كثيرة وفى الجزائر وبنى فيها كنيسة. ومضى إلى الرها وشفى أبجر ملكها من مرضه ثم عمَّده. ودخل مدينة أراط وبشر فيها وعمَّد كثيرين من أهلها. فقبض عليه واليها وعذبه بكل نوع، ثم رموه بالسهام فأسلم روحه الطاهرة، وهو كاتب الرسالة المعروفة باسمه فى العهد الجديد المملوءة من كل حكمة ونعمة.
" صلاته تكون معنا. آمين. "
2. نياحة القديس البابا بطرس الرابع البطريرك الرابع والثلاثين
من باباوات الكرازة المرقسية
2 ـ وفيه أيضاً من سنة 285 ش ( 19 يونيه 569م ). تنيح القديس المجاهد البابا بطرس الرابع البطريرك(34) من باباوات الكرازة المرقسية. وذلك لما تنيح سلفه البابا ثاؤدوسيوس فى المنفى بأمر وسباسيانوس الملك لأنه لم يوافقه على قرارات مجمع خلقدونية، تقدَّم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها فى ذلك الوقت وكان رجلاً صالحاً مستقيم الرأى، وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي، فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج، كما لو كان ذاهبين للصلاة. ثم يرسموا هناك البطريرك الذى يرغبونه. ففرحوا بذلك وأخذ الأساقفة هذا الأب بطرس إلى هناك ورسموه بطريركاً، فى أول مسرى سنة 283 ش ( 25 يوليه سنة 567م ). وكان الأنبا ساويرس الانطاكى قد تنيح. فلما بلغ أهالي أنطاكية أن المصريين قد رسموا لهم بطريركاً رسموا لهم هم أيضاً بطريركاً يُسمى ثاؤفانيوس. وتراسل هو والبابا بطرس برسائل الإيمان الأرثوذكسى، وكان كل منهما يذكر أخاه فى صلاة القداس. إلا أن كلاً منهما لم يجرؤ على الذهاب إلى مقر كرسيه. فكان البابا بطرس يُقيم فى دير أبيفانية قبلى دير الزجاج. كما كان ثاؤفانيوس يُقيم فى دير أفتونيوس بظاهر أنطاكية. وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية 600 دير و32 قرية، جميع سكانها أرثوذكسيون. وكانت مدينة الإسكندرية ومدن مصر والصعيد ورهبان الأديرة بجبل شيهيت وأثيوبيا والنوبة تحت رئاسة البابا بطرس، ولم يكن يفتر عن ارسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم على الإيمان المستقيم. وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها، يُعلِّمهم ويعظهم ويثبتهم. وكان قد اختار رجلاً قديساً عالماً يُسمى داميانوس وجعله كاتباً له وأَوكل إليه الاهتمام بالكنائس، وهو الذى صار بطريركاً بعده. أما البابا بطرس فقد استمر فى الاهتمام برعيته وتثبيتهم على الإيمان الأرثوذكسى حتى تنيح بسلام.