التجارب والضيقات.. حدودها وفوائدها..
لا تخلو حياة إنسان -أيًا كان- من التجارب والضيقات. فهي للكل، حتى للأنبياء والقديسين، والأمثلة عديدة، نذكر منها ما تعرض له أيوب النبي ويوسف الصدّيق..
فلا يظن أحد أن التجارب والضيقات هي للخطاة فقط بسبب خطاياهم. وإنما هي لجميع الناس. وهناك فرق بين خاطئ يتعرض لضيقة بسبب أخطائه، وبين بار تصيبه ضيقة بسبب شر الآخرين أو حسدهم، أو لأي سبب خارج عن إرادته.
وجميع الأبرار اجتازوا بوتقة الألم، واختبروا الضيقة والتجربة، ولم يستثنهم الله من ذلك.
فكثيرة هي أحزان الصديقين، ومن جميعها ينجيهم الرب.
وحدوث تلك التجارب، لا تعنى مطلقًا تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات. كما لا تعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه..!
بل أنه -تبارك اسمه- قد يسمح بالتجربة لمنفعتهم. ويكون معهم في التجربة، يعينهم ويقويهم ويحافظ عليهم، ويسندهم أيضًا..
إنه يسمح بالضيقة، ولكنه يقف معنا فيها..
وهكذا يغنى المرتل في المزمور ويقول "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا... نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 124).