12 - 11 - 2016, 08:02 AM
|
|
|
..::| العضوية الذهبية |::..
|
|
|
|
|
|
إسحاق وعيسو
إسحاق..دعا عيسو..وقال له:..اصنع لى أطعمة كما أحب...
حتى تباركك نفسى-تكوين27(1-4)
أراد إسحاق أن يُبارك عيسو بدلاً من يعقوب مخالفاً قصد الله المُعلن قبل سنوات طويلة.والقصة فى الواقع لا تبدأ من هذا ولكن منذ أن بدأ عيسو مهنة الصيد واعتاد أن يصطاد الغزلان ويهيىء طعاماً لأبيه فنقرأ القول:"فأحب إسحاق عيسو لأن فى فمه صيداً"-تك28:25.
كان عيسو زانياً ومستبيحاً واحتقر البكورية.وبسبب هذا قال عنه الرب:"أبغضت عيسو"-(ملا1:3-رو13:9).فكيف أحبه إسحاق وما هو الدافع لذلك؟ هل رأى إسحاق التقى فى عيسو أية ميول روحية؟ وهل كان فى شركة سعيدة معه فى الاختبارات الروحية لمعاملات الله؟
كلا البتة.وكيف يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا؟
لكنه أحبه لأنه كان يتولى إشباع شهوة الجسد التى سيطرت عليه وتمثّلت فى الأكل.وكانت هذه نقطة ضعيفة عند إسحاق وقد استغلها عيسو أسوأ استغلال.وكم هو شىء معيب أن يكون لدى الأب نقطة ضعيفة واضحة ومكشوفة أمام أهل بيته.
لأنها حتماً ستُضعف سلطانه الأبوى فى البيت وستؤثر على مهابته أمام أولاده وهذا تحذير لكل الآباء.
وقد تختلف هذه النقطة الضعيفة من واحد لآخر وتظل مع السنين لا تتغيّر.وفى كل الأحوال ستُضعف البصيرة والتمييز.وهذا ما حدث مع إسحاق الذى كان مغلوباً من شهوة الجسد فيما يخص الأكل.لهذا أحب عيسو وأراد أن يعطيه البركة ناسياً إعلان الله لرفقة أن الكبير يستعبد للصغير.
كان إسحاق يتجنب المواجهه مع عيسو لأنه كان عنيفاً وشرساً وإسحاق كان إنساناً مُسالماً ووادعاً
بالاضافة إلى أنه كان يُحضر له الصيد الذى يحبه لهذا كان يتعامل معه باللطف الزائد ولو كان على حساب البر.
إن الشجاعة الأدبية تقتضى التوبيخ الأبوى الحازم فى المواقف التى تحتاج إلى توبيخ.وكم من آباء يتجنبون المواجهة مع أبنائم ويؤثرون المُسالمة ربما بسبب ضعف فى شخصياتهم أو بسبب أخطاء مُخجلة حدثت منهم والأولاد على عِلم بها أو بسبب شراسة الأولاد وتمردهم.ومع الوقت تضيع هيبة الأب ومكانته فى البيت.وعلى الأبناء أن يفهموا أن الأب يمثل الله فى البيت من حيث المحبة والمهابة والسلطان وهو مسؤول عن إقرار وإرساء مبادىء الله فى البيت مهما كانت مبادىء العالم الفاسدة التى حولنا تقود إلى التمرد
|