لا تترك خلفك جراحاً وأنت تغلق صفحة إنسان تحبه..لا تترك له الوحشة والمرارة بل أترك له قليلاً من الذكريات الجميلة.قبل أن ترحل عن البيت لا تحطم كل شىء فيه إذا كانت فيه بعض الزهور لا تلق عليها التراب..ولا تهدم الجدران وتسقط الصور أن الأفضل دائماً لدى كبار النفوس أن يتركوا خلفهم أثراً جميلاً.حين تغلق عينيك يمكن أن ترى أشباحاً وأشياء مخيفة ويمكن أيضاً أن ترى طيفاً جميلاً يؤنس وحدتك.فى أيام الفراق الأولى تحمل الأيام إحساساً بالمرارة ويزورنا الحزن كثيراً ولا شىء يخفف عنا ذلك كله الا باقة من الذكريات تزورنا كل صباح ونتمنى لو أن الزمان عاد بنا قليلاً لكى نراها ونعيشها مرة أخرى..إن للحب مراحل تبدأ باللهفة واللقاء وتعبر على دنيا الأشواق وتنتظر قليلاً عند بوابة الأحلام حتى إذا زارها خريف غاضب أصبحت اللهفة مللاً وأصبح اللقاء زائراً غريباً وأصبحت الأشواق كأساً من الألم والمرارة..وفى آخر الطريق وبعد أن تسقط كل الأقنعة وكل الأطياف نجد واحة جميلة اسمها الذكريات إنها آخر ما يبقى من المحبين وآخر ما يتبقى لهم من خفقات القلوب ولوعة المشاعر..أن أصعب الأشياء فى الحب أن يصير الوداع ألماً وأن يصبح الفراق جرحاً وهنا تتوارى أطياف الذكرى وبدلاً من أن تكون زائراً عزيزاً تتحول إلى ألم لا يفارقنا..وقد يصبح الفراق ضرورة بين المحبين إذا تساقطت أشجار الأحلام وذبلت أوراق الأمل ولكن مَن يدرى قد تدب الحياة مرة أخرى وتورق الأشجار ويعود الأمل وما كان صعباً ومستحيلاً يمكن أن يعود حقيقة فى حياتنا..أنا أفضل دائماً وأنا القى كلمة الوداع أن أترك زهرة صغيرة تفوح عطراً ولا أحب لون الدماء لأن جراح الحب أصعب وأطول أنواع الجراح.ولكى يبقى لنا شىء من الذكرى ولكى يعبر فى خيالنا طيف حبيب غاب ليتك لا تغلق الأبواب وأترك هواء نقياً فى المكان ربما أعاد للقلب نبضه القديم ومشاعره الدافئة..إن الحب لا يزورنا كثيراً ولهذا يجب أن نحتفى به حين يجىء وحتى إذا رحل سوف يبقى ملكاً متوجاً على القلوب فلنحفظ للملك تاجه حتى ولو سقط سلطانه