ثلاثة أيام تحت مشرط الطبيب

[روشا الفرفوشه]

"دول عصابة جزارين مش دكاترة" بهذه الكلمات بدأ ريمون ديماس رواية مأساة زوجته "نجوي فؤاد نصيف" اثناء عملية ولادة قيصيرة باحدي المستشفيات القبطية.



كانت عقارب الساعة الي الساعة 7 صباحا عندما دخلت نجوي المستشفي لاجراء عملية وضع لمولودها الثاني، وبعدها بساعة تقريبا كانت في غرفة العمليات مستسلمة للطبيب الذي اجري لها اول عملية ولادة.



"أنا موجوعة يا دكتور" كلمات متصلة لم تنقطع منذ ان خرجت نجوي من غرفة العمليات بعد العملية الجراحية، واستمر زوجها في البحث عن اطباء المستشفي ساعة دون جدوي، حتي ظهر الطبيب الذي اجري لها العملية ايهاب حليم عبد المسيح عندما مر عليها لتحصيل اجرة العملية.

"انتوا مش عاوزين تدفعوا ولا ايه" مزح الطبيب بهذه الجملة لاهل نجوي حينما اخبروه انها لم تكف عن الشكوي من الالم منذ خروجها من العملية، وتوجه الي نجوي بحديثه وقال لها "انا مديكي مسكنات قوية تعتبر مخدرات".

"شريان اتقطع ولميناه" كلمة القاها الطبيب قبل رحيله وكانها كلمة عابرة، ليستمر النزيف الداخلي ويستمر معه الالم، حتي فقدت قدرتها علي رؤية المولود الجديد _ لان الدم بدأ يسحب من العينين بحسب تشريح الطبيب للحالة بعد ذلك.

"تعالت صرخات الحضور وجالها تشنج ونزلت رغاوي من فمها واستمرت من الساعة الواحدة والنصف حتي الساعة الثالثة بعد ان عاد الطبيب مرة اخري " هكذا يروي ريمون احداث ثماني سعات من الالم، لكن ثمة فصل جديد قد بدأ من المعاناة.

أغلق الطبيب باب حجرة العمليات طيلة اربع ساعات ليخرج بعد ذلك ويخبرهم انه لا يملك حل لانقاذ حياة نجوي فهي اصبحت بين "يدي الله" واصبحت في حالة حرجة وتوقف القلب اثناء العملية وحدثت مضاعفات خطيرة و"اللي عاوز يضربني يتفضل".

للمرة الثالثة تعود نجوي الي غرفة العمليات ويطلب الطبيب تبرعات بالدم "-O" ويرفض الطبيب رفضا تاما ان يلقي اي شخص النظر علي نجوي، واخبرهم انه يريد في اليوم التالي 12 كيسا اضافيا من الدم.

تعالت الاصوات بالدعاء وبدأت الصلاة في فناء المستشفي وتجمع الاقارب والاصدقاء، ليخرج الطبيب الصاعة الثانية ظهر اليوم الثاني ويخبرهم ان المعجزة نجت وان الله استجاب لصلاتهم.

"شيلنا الرحم لان الحالة كانت صعبة ورميناه في الزبالة" هكذا اخبر الطبيب ريمون بتطورات حالة زوجته عندما خرج ليطلب منه اربع حقن بمبلغ 20 الف جنيه، وقال له ان يحضر ما طلبه ويذهب الي بيته ليستريح فلا حاجة لوجوده.

"الجثة دي ما ماتتش من ساعتين .. دي بقالها كذا يوم" هذا هو ما قاله وكيل النيابة لـ "ريمون" بعد عودته الي المستشفي وسط صراخ الحضور، وأبدي وكيل المباحث اندهاشه "كيف يرمي الطبيب الرحم في الزبالة وهو دليل براءته" وبالرغم من ان معاناة نجوي انتهت بوفاتها رسميا بعد انقضاء ثلاثة ايام في المستشفي الا ان معاناة اسرتها لاتزال مستمرة، فوليدها يعاني من الصديد علي الركبة جراء عملية الولادة.

ولجأ ريمون الي النيابة لتقديم بلاغ ضد الطبيب في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات حول حقيقة موت زوجته، ودشن النشطاء علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك هاشتاج "حق نجوي مش هايضيع" وابرز ما تناوله النشطاء "دي صورتك اللي ابونا مرضيش يحطها في الكنيسة برة وقال انك مكانك مش وسط الارضين انتي مكانك السما ودخلها الهيكل وقال دا مكانك في السما..صلي عنا يا نقية".