رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اواه .. يا ليتني أطعت ... !!!
أواه : يا ليتني اطعت ! أواه : يا ليتني اطعت ! " هذه صيحة احد المجانين في مستشفى اميركي للامراض العقلية . لقد ظل يطلق هذه الصيحة ويكررها في حجرته اياماً وأسابيع وسنين طويلة , ولم يتفوَّه بسواها , بل كان ، كلما مرَّ بجانبه احد الناس وخاطبه ، لا يرد عليه الا بهذه الصرخة التي تصم الاذان : أواه : يا ليتني اطعت ! أواه : يا ليتني اطعت ! وقصة هذا المسكين هي انه كان موظفاً في احدى شركات القطار الحديدي التي عهدت اليه وانزاله بمناظرة جسر ممتد فوق نهر , وكان عمله محصوراً في رفع الجسر عند مرور البواخر واعداد الخط لمرور القطار الحديدي . وكان هذا الموظف يتمتع بكامل صحته وقواه العقلية وتسلم ، ذات يوم ، امراً خاصاً مشدداً بابقاء الجسر مُنزَّلاً في وقت معيّن ، وذلك لمرور قطار سياح خصوصي لم يكن موعد وصوله محدداً بالضبط ، فأخذ الاستعدادات اللازمة لتنفيذ هذا الامر ، وانزل الجسر وحضَّر الخط لمرور القطار المذكور ، وجلس ينتظر في تلك الساعة وصلت بعض البواخر وطلب قادتها المرور كالعادة ، فرفض الموظف ان يرفع الجسر ، بناء على الامر الخاص المشدد الذي تسلمه . ووصلت سفينة اخرى ، وطلب اليه قبطانها وهو صديق حميم له ، ان يسمح له بالمرور ، قائلاً : انت ترفع الجسر وانا اعبر في بضع دقائق بعجلة ، وبعد اخذ ورد اذعن الموظف لطلب صديقه ورفع الجسر ، واخذت السفينة تتحرك .. ولكن يا لهول الرعب الذي انقض على الموظف عندما اصم اذنيه صوت صفير مزعج منطلق من قطار السياح المقبل بسرعة فائقة ، اذ لم يعد هناك أي متسع من الوقت لانزال الجسر ، فتمنى ، في لحظة الندامة وفوات الاوان ، لو انه تقيَّد بالامر الخاص المشدد ، فرفع يديه ، في ساعة قنوطه ، الى العلاء ، وصرخ من اعماق اعماقه : أواه : يا ليتني اطعت ! أواه : يا ليتني اطعت ! اما القطار فاندفع بمن فيه منحدراً الى النهر حيث لاقى السياح حتفهم والموظف المسكين ، ماذا جرى له ؟ لما جاء اهل النجدة وجدوه يتمشى ذاهباً واياباً على غير هدى ويصيح : أواه : يا ليتني اطعت ! أواه : يا ليتني اطعت ! ولم يتفوه بغير هذه الكلمات ، فقد فَقَدَ رشده وظل مجنوناً كل حياته لا ينطق الا بهذه الجملة : أواه : يا ليتني اطعت ! كان قد تلقى امراً صريحاً فعصاه ! كان من المحتمل ان لا يأتي القطار في ذلك الوقت ، ولكنه اتى وهلك جمع غفير يا لها من مأساة ربما تقول عندما تطلع على تفاصيلها : ما احمق ذلك الموظف ! ولكنك ، اذا اطلقت لتأملاتك العنان وغصت في اعماق ضميرك ، قد تجد انك سالك المسلك ذاته الذي ادى الى تلك الفاجعة الرهيبة ، فانت ، ايضاً ، قد تلقيت امراً اسمى جاءك من السماء يجب ان تطيعه اكثر فقد جاء في الكتاب المقدس : "فالله يأمر جميع الناس في كل مكان بأن يتوبوا " أنت خاطىء ، أليس كذلك ؟ فجميع الناس خطاة ، والله في السماء قدوس يبغض الخطيئة ، وقد قرر معاقبة فاعلها ، وانت لا تتمكن من دخول السماء ان لم تغفر لك خطاياك ، وان قلت : " لم يبق لي امل بعد " نجيبك : نعم يوجد أمل ، فان الله قد ارسل الرب يسوع ليخلص الخطاة ، وقد أتم المسيح المبارك ما تطلبه عدالة الله ، وذلك بتحمله عقاب الخطيئة على الصليب ، لقد بلغك الامر الآن بان تتوب عن خطاياك وتقبل الرب يسوع كمخلصك وربك ، فما انت فاعل بهذا الخصوص ؟ أتتلاعب بهذه المسألة الخطيرة ؟ تروَّ وفكر : ان امامك حقيقة رهيبة : ان الوفاً مؤلفة ستردد في الجحيم صارخة : اواه .. يا ليتني أطعت اواه : يا ليتني أطعت الانجيل ! انني اتمنى لو انني قبلت الخلاص بيسوع المسيح ! أتريد ان تكون احد هؤلاء التعساء الصارخين صرخة الخيبة والالم واليأس هذه ؟ جابه المسألة باخلاص وصدق الدعوة الآن ، لقد كان في نية الموظف ، الذي ذكرنا قصته ، ان يستعد لمجيء القطار ، ولكنه خاطر وعصى الامر ، فما انت فاعل بأمر الله وبهبة خلاصه المجانية المقدمة لك في المسيح ؟ أمستهتر انت بهذه الهبة السماوية ؟ ان هذا الاستهتار يعود عليك بالويل . وما اكثر مختلقي الاعذار والمستهترين بخلاص نفوسهم ، فهناك من يقول : " ليست هذه ديانتي " وآخر يقول : " ان امامي متسعاً من الوقت " فاذا كنت تفكر مثل هؤلاء فانك مهمل امر خلاصك . وكلمة الله تقول : " كيف ننجوا ان اهملنا خلاصا هذا مقداره ؟ " |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|