رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
.. هذا التحدي من أصعب التحديات التي يمكن أن يمر بها شاب تحديات كثيرة أمامه وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجعْ مَعِي». فَأَبَى وَقَالَ لامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي الْبَيْتِ، وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي ( تكوين 39 : 7-8 ) هذا التحدي من أصعب التحديات التي يمكن أن يمر بها شاب .. خاصة شاب في ظروف يوسف .. وقَصد الوحي المقدس في هذا الأصحاح أن يظهر الفرق بين يهوذا أخو يوسف الأكبر الذي وقع في خطية الزنى بسهولة .. يهوذا المتزوج الذي ليس له عذر ويعيش في بيت وخير أبوه ويوسف العبد المذلول الغريب عن أرض وحضن أبوه الذي يقاوم الشر والزنى باستماتة .. حجم الضغط النفسي الواقع على يوسف لا يمكن وصفه في كلمات .. فقد تعرض لإغراء ليس من امرأة عادية ولكنه إغراء من سيدته وامراة سيده .. ويوسف مجرد عبد من المفترض أن يُطيع .. وفي نفس الوقت جبروت سيدته يضمن له أن الشر سيكون مستترًا .. كل هذه الأمور تدفع يوسف للخضوع لطلب سيدته خاصة أنها تُلح يوم بعد يوم ولا تمل من إلحاحها .. لكن يوسف بدلاً من أن يلجأ إلى الأعذار المشروعة التي يملكها ويضمنها .. راح يُذكّرها بمبادئه وأنه لا يمكن أن يخون سيده الذي ائتمنه وأكرمه ورفعه بأي حال من الأحوال وهذه عقبة أولى وضعها أمامها .. لكن في ظل إلحاحها المجرد من أي خجل راح يوسف يضع أمامها عقبة أخرى أقوى من العقبة الأولى والتي تعيق ممارسة الشر معها .. وهي مخافة الله الحاضر في حياته بقوة ومستحيل أن يفكر أن يخونه .. لكن لا حياء لمن تنادي ..! فضيلة التقدير لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟». يوسف الذي أخذ كل الصلاحيات من سيده .. يوسف كان يدرك أنها صلاحيات لعبد .. فالأمر هنا كان مقّدر جدًا من جانب يوسف.. يوسف يُعلمنا هنا فضيلة ربما تغيب عن الكثيرين .. فضيلة التقدير أو الوفاء .. فيوسف حقًا يستحق كل هذه الصلاحيات الممنوحة له من سيده فقد كان يكرز بنوع كرازة مختلف هي الأمانة .. الأمانة التي جعلته بركة يشيد بها سيده .. هنا يوسف يُرسى بُعد جديد لمفهوم الكرازة بالأعمال .. وهي أن الكرازة أمانة! .. لم تفهم امرأة فوطيفار أن خير زوجها كان يقف حائلاً بينها وبين يوسف .. ليس خيره فقط بل الحرية والامتيازات التي لم تعطى لأحد من قبله .. فانتهاز الفرص أمر يجهله يوسف ومعنى لا تدّخره مفرداته .. يوسف يكنَّ لسيده كل التقدير والإخلاص والعرفان .. وهي أمور لم تعد موجودة بكثرة حاليًا .. لكن كل هؤلاء الفضائل هي ثمر روحي للحياة مع الله ..! أيقونة الطهارة كيف يا سيدتي أصنع هذا الشر العظيم .. هو شر عظيم من جانب خيانة سيده وشر أعظم من جانب خيانة الله .. وكان يوسف يعرف جيدًا ثمن هروبه: العري والفضيحة والافتراء عليه والسجن وربما الموت .. لكنه قبَّل كل هذا لعلاقته مع الله وطهارته .. عهد الزيجة الروحية الذي قطعه مع الله لا يمكن لأحد أن يجبره أن يفكر في يومًا ما أن يقطعه .. يوسف هو أيقونة الطهارة المُثلى .. فكل الأجيال تقف أمام يوسف الطاهر المتمسك بعفته الذي عرض حياته للموت حتى لا يدنس جسده بكل إجلال وتوقير .. فالقلب الذي امتلأ بالحب لإخوته المبغضين له ليس فيه فراغ لشهوة جسدية ولا عوز لامرأة غريبة متزوجة! .. لقد نجح يوسف في تجربته التي نصبها له العدو خلال امرأة سيده لا من أجل شهامة إنسانية ولا من أجل تربية نشأ عليها وإنما بالأكثر من أجل الحب الذي ملأ قلبه نحو الله .. ظل يوسف وسيظل هو أيقونة الطهارة والعفة التي وقفت أمام كل محاولات الشر ولم تقدر أن تُثنيها أو تخفض رأسها .. حين تحاربك شهوة جسدية وقتها ارفع عينيك على أيقونة يوسف فسترى الطهارة مرسومة بألوان زاهية برّاقة ..! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احلي تاملات تيجي في دماغك تيجي في الصوم الكبير |
يارب جاي بصليلك تيجى تجدد قوتي 💪 |
إنت قادر تجدد و تحيي كل إللي مات 💔🙏 |
ما اصعب..... |
اصعب ألم |