رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا نقول الحق وما هو الحق وما هي الحقيقة وما هو الترابط بين الحق والحقيقة السؤال : ما هو الحق؟ منذ ألفي عام تقريباً ، تمت محاكمة الحق وإدانته من قبل أناس مكرسين للأكاذيب . في الواقع ، لقد واجه الحق ستة محاكمات في أقل من يوم واحد ، ثلاث منها محاكمات دينية ، وثلاث محاكمات قانونية . في النهاية ، إستطاع عدد قليل فقط ممن إشتركوا في هذه الأحداث أن يجيبوا عن السؤال : "ما هو الحق؟" بعد إلقاء القبض عليه ، إقتيد الحق أولاً إلى رجل يدعى حنانيا ، الذي كان رئيس كهنة يهودي سابق وكان فاسداً . قام حنانيا بكسر العديد من القوانين اليهودية أثناء المحاكمة ، بما فيها إقامة المحاكمة في بيته ، محاولة جعل المتهم يوجه لنفسه الإتهامات ، وضرب المتهم ، الذي لم يكن قد تم إدانته في ذلك الوقت . بعد المثول امام حنانيا ، إقتيد الحق للوقوف أمام رئيس الكهنة الحالي ، قيافا ، الذي كان زوج إبنة حنانيا . وأمام قيافا والسنهدريم اليهودي تقدم العديد من شهود الزور ليشهدوا ضد الحق ، ولكن لم يمكنهم إثبات أي شيء ولم يوجد أي دليل على فعل خطأ . لقد كسر قيافا سبع قوانين على الأقل في محاولة إدانة الحق : (1) عقدت المحاكمة سرا ، (2) عقدت ليلاً ، (3) شابتها الرشوة ، (4) لم يكن مع المتهم من يدافع عنه ، (5) لم يتم إستيفاء شرط وجود شاهدين أو ثلاثة ، (6) إستخدموا شهادة المتهم لإدانته ، (7) نفذوا عقوبة الإعدام بحق المتهم في نفس اليوم . كل هذه الأفعال يمنعها الناموس اليهودي . وبالرغم من ذلك ، أعلن قيافا إدانة الحق ، لأن الحق قال أنه هو الله في الجسد ، وهو ما سماه قيافا تجديفاً . عندما جاء الصباح ، أقيمت المحاكمة الثالثة للحق ، وكانت نتيجتها أن أعلن السنهدريم اليهودي أن الحق يجب أن يموت . ولكن ، المجلس اليهودي لم يكن يملك الحق القانوني لتنفيذ عقوبة الإعدام ، فأجبروا أن يأنوا بالحق إلى الحاكم الروماني في ذلك الوقت ، وكان رجل يدعى بيلاطس البنطي . كان طيباريوس قد عين بيلاطس كخامس حاكم لليهودية وقد شغل ذلك المنصب من عام 26-36 م . كان الحاكم الروماني يملك سلطة الحياة والموت وبإمكانه إبطال عقوبة الإعدام التي يصدرها السنهدريم . عندما وقف الحق أمام بيلاطس ، قيل عنه المزيد من الأكاذيب . قال أعداؤه "إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ" (لوقا 23: 2) . وكان هذا كذباً ، لأن الحق قال للجميع أن يدفعوا الضريبة الواجبة (متى 22: 21) ولم يتحدث أبداً عن نفسه كمنافس لقيصر . بعد هذا جرت محادثة شيقة جداً بين الحق وبيلاطس . "ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ أَجَابَهُ يَسُوعُ أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ . مَاذَا فَعَلْتَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ . لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ . وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا . فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ . لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ . كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي . قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ مَا هُوَ الْحَقُّ؟" (يوحنا 18: 33-38) . وعبر التاريخ تردد صدى سؤال بيلاطس "ما هو الحق؟" . هل كان ذلك رغبة دفينة لمعرفة ما لا يستطيع آخر أن يخبره ، أم إهانة ساخرة ، أو ربما إجابة لامبالية أو غاضبة لكلمات يسوع؟ ... (تفسير الأباء الأولون) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|