رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فليضء نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنة السبت 30 يونيو 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث هذا ماقاله الرب في العظة علي الجبل:فليضء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السمواتمت5:16ولكنه في الإصحاح التاليمت6يأمر بعمل الفضيلة في الخفاء سواء كانت صوما أو صدقة أو صلاة هذا ماقاله الرب في العظة علي الجبل:فليضء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السمواتمت5:16ولكنه في الإصحاح التاليمت6يأمر بعمل الفضيلة في الخفاء سواء كانت صوما أو صدقة أو صلاة قائلا:وأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانيةمت6:6فكيف نوفق بين الأمرين؟ هناك فرق بين عبارتين يري الناس ولكي يري الناسفهناك أعمال حسنة لايمكن كتمانها,يراها الناس دون أن يكون قصد فاعلها أن يراه الناس وأعمال أخري يكون الهدف منها أن يراه الناس فيمجدوه أو يمتدحوه فينال أجره علي الأرض. كذلك هناك فرق بين أن يكون القصد هو تمجيد الآب السماوي أو أن يكون القصد هو أن يمجد الإنسان من الناسمت6:2 أولاد الله نور للعالممت5:14والنور لايمكن أن يخفي كما لا تخفي مدينة موضوعة علي جبلولايخفيسراج علي منارة يضيء لكل من في البيتمت5:15,14فالناس لابد أنهم سيرون النور.وهذا يختلف عمن يفعلون الخير لكي يظهروا للناسمت6:16,5فهؤلاء هم الذين استوفوا أجرهمهنامت6:16,5,2. إذن عليك أن تعمل الخير حبا في الخير,وحبا لمن تعمل معه الخير,دون قصد منك أن يراك الناس وأن تمتدح من الناس. بل تكون نتيجة عملك هي تمجيد الآب السماوي وليس شخصك أنت.كما قيل في المزمورليس لنا يارب ليس لنا.لكن لاسمك القدوس أعط مجدامز115:1. وهناك أمثلة كثيرة للأعمال التي يراها الناس تلقائيا: 0فمثلا:الوجه البشوش السمح,المفرح لمن يراه: مثلما قيل عن القديس الأنبا أنطونيوس الكبيرمن من الناس يكون مر النفس ويري وجه الأنبا أنطونيوس إلا ويمتليء بالسلامأو كما قال له أحد تلاميذهيكفيني مجرد النظر إلي وجهك يا أبيحقا هناك وجوه وديعة هادئة بشوشة,تنتظر إليها فتحبها وتحب الله بسببها وتأخذ منها درسا روحيا لك في الحياة. ما أجمل ما قيل عن القديس إسطفانوس أول الشمامسة حينما خطفوه وأتوا به أمام المجمع ليحاكموه فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع,ورأوا وجهه كأنه وجه ملاكأع6:15هل يجرؤ أحد أن يقول إن إسطفانوس جعل وجهه كوجه ملاك لكي يمجده الناس؟!أم إنه هكذا بطبيعته... 0ليس فقط الوجه البشوش المنير,إنما أيضا الكلام المنير . كإنسان دائما كلماته محببة للنفس,ينطبق عليها قول النشيد شفتاك يا عروس تقطران شهدانش4:11كل كلمة منه لها تأثيرها في النفس. صوته أيضا مؤثر,ينطق دائما بالحكمة والمعرفة لايخطيء أبدا في حديثه. إنه نور يشرق علي الآخرين في كل ما يقوله يسمع الناس ما يخرج من شفتيه وما يصدر من عقله فيمجدون أباهم الذي في السموات. وحتي إن طوبوه علي ما يقول,فهو لايقصد بكلامه تطويبهم وإنما هذا هو أسلوبه علي الدوام في حديثه وهذه طبيعة عقليته. 0هناك آخرون روحيون حياتهم تقدم للآخرين قدوة صالحة. هو لايقصد أن يقدم قدوة,وإنما طبيعة سلوكه يري فيها الناس تطبيقا عمليا لوصايا الله,وإذ يرون أعماله الحسنة يمجدون أباهم الذي في السموات الذي عملت نعمته في هذا الشخص هكذا. مثاليته ليست مصطنعة وليست لجذب إعجاب الناس,وإنما هي طبع فيه وطبيعة تصدر عنه تلقائيا... 0إنسان آخر يتصف بالصدق والأمانة في الحديث. هو لايمكن أن يكذب مهما كانت الدوافع,بل لايستطيع أن يكذب وأيضا لايبالغ في الحديث,بل يتكلم بكل دقة ولايعرف أن يلف أو يدور في حديثه وقد درب نفسه علي عدم الوقوع في أي خطأ من أخطاء اللسان,حتي أصبح كل ذلك طبعا فيه.وأصبحت دقته موضع إعجاب كل من يتحدث إليه وموضع ثقة الكل.وبها يمجدون الله بسببه بل أنهم يتعلمون منه هذه الدقة في الحديث,وهذا الصدق النقي... إن الناس يقرأون ويسمعون عن الوصايا وعن حياة الفضيلة لكنهم يفرحون كثيرا حينما يرون نموذجا في حياة غيرهم. 0مثال آخر هو الشجاعة التي يتصف بها البعض. بحيث تصبح هذه الشجاعة طبعا ثابتا في حياة الشخص وفي تصرفاته كلها وليس المقصود بها إطلاقا مظهرية أمام الناس بل قد تجلب عليه التعب,مثل شجاعة مارجرجس حينما مزق منشور الإمبراطور ديوقلديانوس الذي يمنع المسيحيين من ممارسات حريتهم الدينية بتهديدات قاسية وهذه الشجاعة جرت علي مارجرجس الكثير من المتاعب والتعذيب.. نضيف إليها شجاعة دانيال النبي,حينما حكم الملك داريوس بأن من يسجد لإله غير آلهتهم الوثنية يلقي في جب الأسود,فصعد دانيال إلي عليته, فتح نوافذه وصلي وسجد لإلههدا6:10لا لكي يراه الناس فيمجدوه بل شكوه إلي الملك,وألقي في جب الأسود وآل الأمر أخيرا إلي تمجيد الله الذي نجاهدا6:25-27. 0مثال آخر هو أبطال الإيمان. أولئك الذين تمسكوا بالإيمان ودافعوا عنه بكل قوة وشجاعة واحتملوا في سبيل ذلك النفي أو السجن أو العزل مثال ذلك القديس أثناسيوس الرسولي الذي عزل ونفي أربع مرات وقيل لهالعالم كله ضدك يا أثناسيوسفأجاب وأنا ضد العالملقد رأي الناس صلابته وإيمانه واحتماله فمجدوا الآب السماوي وحتي إن كانوا قد امتدحوا بطولة أثناسيوس فلم يكن هذا هدفه أو قصده بل كان هدفه حفظ الإيمان من الضياع. 0مثال آخر رآه الناس فمجدوا الله وهو حياة الرهبنة الأولي. وكل ما تميزت به من حياة النسك والوحدة والصلاة الدائمة..فإن كل من عاشوا تلك الحياة لم يضعوا مجد الناس هدفا لهم.بل علي العكس هربوا من الناس وما كانوا يتحدثون عن أنفسهم بل أن البعض منهم تظاهر بعدم المعرفة.والبعض-كالآباء السواح-عاشوا في أماكن بعيدة جدا لايعرفها أحد ومنهم من عاش عشرات السنوات لايري فيها وجه إنسان ومع ذلك فإن الله جعل سيرتهم تنتشر وتصبح مسكا لهذا العالم,وتؤول إلي مجد الله وليس إلي مجد أولئك النساك في حياتهم. وهذه السيرة الجميلة جذبت الآلاف لاقتفاء أثرها فتمجد الله...وأصبحت حياتهم نماذج في ترك تنعمات هذا العالم الباطل. 0من الأمثلة الأخري لهؤلاء الذين كانوا نورا للعالم,ورأي الناس أعمالهم الحسنة فمجدوا الله...نذكر معلمي البيعة. أولئك الذين بعظاتهم وكتاباتهم أناروا الطريق الروحي أمام الكل ليسلكوا فيه وكانت كلماتهم وتأملاتهم العميقة غذاء للنفوس ,كما كانت تعاليمهم ثباتا للناس في الإيمان وتفسيرا لبعض آيات الكتاب العسرة في فهمها كما استطاعوا أيضا أن يحاربوا الهرطقات ويضعوا الفهم السليم للإيمان السليم... في كل ما قاموا به من خدمات للكنيسة وللعقيدة لم يكن هدفهم مطلقا مديح الناس,بل كان الإيمان هو هدفهم وقد احتملوا في سبيله اضطهادات كثيرة من أصحاب البدع والهرطقة ولكن دفاعهم عن الإيمان رآه الناس ,ومجدوا أباهم الذي في السموات. 0من الأمثلة الأخري أولئك الذين وهبهم الله المعرفة مثل يوسف الصديق,الذي استطاع أن يفسر لفرعون أحلامه. فقال فرعون لعبيده:هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح اللهوقال ليوسفبعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلكتك41:39,38وجعله الثاني في المملكة. لم يكن يوسف يقصد مجد نفسه بل مجد الله وإنقاذ الشعب من المجاعة فيما بعد وهكذا بدأ يوسف تفسيره للحلمين بقوله لفرعون:قد أخبر الله فرعون بما هو صانع..قد أظهر الله لفرعون ماهو صانعتك41:28,25كما قال لهوأما عن تكرار الحلم علي فرعون مرتين فأن الأمر مقرر من قبل الله,والله مسرع ليصنعهتك41:32. أكان يوسف الصديق يستطيع أن يخفي معرفته هربا من مديح الناس؟!كلا,فإن المجاعة كانت ستهلك البلد بينما يمكن النجاة منها. 0مثال آخر للذين رأي الناس أعمالهم الحسنة,فمجدوا الآب السماوي..نذكر القديسين الشهداء. أولئك الذين جاهروا بإيمانهم ووقفوا بقوة أمام الأباطرة أو الولاة والحكام وذاقوا مرارة السجن وألوانا من التعذيب والآلام بصبر عجيب أذهل الكثيرين ودفع كثيرين, إلي قبول الإيمان وهكذا ساد المثل القائل دماء الشهداء بذار للإيمانوبهذا يمجد الله لقد رأي الناس جهاداتهم ومجدوها ولكن هذا التمجيد لم يكن أبدا هدف الشهداء ولا المعترفين,بل مجد الله ونشر ملكوته. 0من أمثلة الآخرين الذين اشتهروا بالنشاط أو بالحكمة والتدبير. منهم الخدام الذين يجولون شرقا وغربا في خدمة الكلمة وفي افتقاد العائلات والأفراد, وتراهم في نشاطهم كلهيب من نار فتمجد الله بسببهم ومن هؤلاء أيضا آباء الاعتراف الذين يتميزون بالحكمة في الإرشاد وحل المشاكل وقيادة أبنائهم إلي التوبة ولايقصد أحد من هؤلاء جميعا مجد الناس أو مديحهم إنما يقصد إراحة كل من يقصده والبحث عمن لايقصده فيتمجد الله بالخدمة وخلاص أبنائه..إن الحكمة لايستطيع أحد أن يخفيها,بل هي بركة لمن تعمل من أجله يراها الناس فيعجبون بها.وليس هدف الحكيم هو إعجابهم. من أمثلة الذين كانوا نشطاء في الخدمة :الأستاذ حبيب جرجس هذا الذي أسس مدارس الأحد,ووسع نطاق خدمتها وطبع لها الصور والدروس,وألف لها الترانيم,ويعتبر المؤسس الحقيقي للكلية الإكليريكية فاشتري لها الأرض والمبني وعين لها المدرسين وكان هو, المدرس الأول لها,كما اهتم بتأليف الكتب المنهجية للتعليم الديني بالمدارس,وأخرج المئات من الكهنة والوعاظ والعرفاء.. لقد رأي الناس أعماله الحسنة فمجدوا الآب السماوي الذي علي يديه أرسل لهم كل هذه الخدمات ولكن حبيب جرجس لم يكن هدفه مديح الناس,بل كان هدفه بنيان الكنيسة لمجد الله. وهكذا كتب اسمه في التاريخ,لأنه كان من صناع التاريخ. 0خذوا مثالا آخر,ممن يدخلون الكنيسة في خشوع. إنهم ليسوا من القادة أو المعلمين,وربما لاتكون لهم خدمة واضحة في الكنيسة ولكن كل منهم يدخل إلي الكنيسة بكل احترام وخشوع لا يلتفت يمنة ولايسرة بل يتجه مباشرة إلي الهيكل فيسجد أمامه ويأخذ موضعه في صمت ولا يخلط عبادته بالحديث مع من يجاوره. إنه لا يقصد مديحا من الناس بل أن مخافة الله في قلبه هي التي تدعوه إلي السلوك هكذا ولكن الناس يرونه دون أن يشعر ويمجدون أباهم الذي في السموات الذي أعطاهم في هذا السلوك قدوة وأصبح صمت مثل هذا الشخص عظة لغيره. 0من الأمثلة الأخري التي هي نور للكنيسة:محبو الفقراء نذكر من بين هؤلاء بكل حب:القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والقديس الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية,ومحبتهما للفقراء تروي في كتب وقصص,كذلك المعلم إبراهيم الجوهري الذي خدم الأديرة والكنائس بسخاء شديد مثالا في العطف علي المحتاجين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الناس اللي عايزه تاخد بس |
الناس الحزينه مش محتاجه حد يوعظها |
الناس كالغيم فى سماء حياتنا |