+ تأديب الله لا يلغى محبته لنا +

[Magdy Monir]

تأديب الله لا يلغى محبته لنا










منذ بداية الخليقة ودائماً ما يكون عمل الله مع الأنسان
مصحوب بالتأديب وبالضربات

نرى مع أدم وحواء
كان عمل الله أنه خلق أدم وحواء
وجعلهما يعيشان فى جنة عدن
ولكن عندما خالفا وصية الله لهما
بأن لا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر
طردهما الله من جنة عدن
وقال الله لأدم ملعونة الأرض بسبب عدم طاعتك

" مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ.
بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ."
( سفر التكوين 17:3)

وبعد أن كان يعيشان فى جنة عدن
فى سلام كامل ويتمتعان بالحديث مع الله
ويأكلان ويشربنا دون مجهود ودون تعب
كان تأديب الله لهما أن يأكلا بالتعب وبالعرق

" وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ،
وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا
حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.
لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»."
( سفر التكوين 18:3-19)

ونرى شعب أسرائيل كيف كان عمل الله معهم عظيم
أنقذهم من فرعون وجنوده وشق لهم البحر الأحمر
وكان ماء البحر كسور لهم عن يمينهم وعن يسارهم

" وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ،
وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ."
(تكوين 29 :14)

سريعاً نسى شعب بنى أسرائيل خلاص الرب لهما
ونسوا أنه أعطاهم المن والسلوى ليأكلوا
وعندما عطشوا فى البرية
أخرج لهم الماء من الصخر
رغم كل هذه العطايا تذمروا على الله
وتكلموا عليه بالسوء مُشككين فى قدرة العلى
أن يصنع لهم موائد فى البرية
فأظهر الله غضبه عليهم
وجعلهم يعيشون فى البرية أربعين عاماً
حتى فنى منهم الجيل الذى أغضب الله
وصنع جيلاً جديداً ليدخل إلى أرض الميعاد

"لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَارُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ
حَتَّى فَنِيَ جَمِيعُ الشَّعْبِ، رِجَالُ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ،
الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ،
الَّذِينَ حَلَفَ الرَّبُّ لَهُمْ أَنَّهُ لاَ يُرِيهِمِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَنَا إِيَّاهَا،
الأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا."
(سفر يشوع 5: 6).

فى مثال أدم وحواء
كان الله قادر أن يمحى وجود أدم وحواء من الأرض
بعد أن أظهرا لله عدم طاعتهما

وفى مثال بنى أسرائيل مع موسى
كان الله قادر أن يتركهم لفرعون وجنوده ليهلكوا
لعدم تصديقهم لموسى ولكلام الله
ولكنه لم يتركهم
وجعل موسى يشق البحر بعصاه
لينجو جميعاً من بطش فرعون
كان الله قادر أن يتركهم يموتون جوعاً عندما تذمروا عليه
ولكنه لم يتركهم
ليس تأديب الله يلغى محبة الله لنا بل على العكس
محبة الله لنا ليس لها حدود
حتى أنه أخذ صورتنا نحن البشر
وبأرادته وحده أختار أن يُصلب ويموت من أجلنا
سدد هو عنا دين الخطية
وصار الموت لا يملك سلطان علينا

" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا:
أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. "
(يوحنا 15: 13)