رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حرب الفكر , هل كل فكر خاطئ يأتينا، يعتبر خطية؟ والجواب على ذلك هو: من الجائز أن يكون الفكر محاربة من الشيطان، أو هو قادم إليك من الخارج، من مصدر خارج عنك، أو من الناس الأشرار.. أما إن كان صادرًا من قلبك، من رغباتك الداخلية، ومن شهواتك، فهو حينئذ يكون خطية 100%. فإن كان الفكر الخاطئ صادرًا من الخارج، فإن الحكم عليه يتوقف عليك: هل تقبله أو لا تقبله. إنه لا يعتبر خطية، إن كنت لم تقبله، تضايقت منه وطردته، حتى لو ألح عليك وأنت رافض له بكل قلبك. بل قد تصلى أثناءه وتقول:"يا رب نجني من هذا الفكر".. حتى هذه المرحلة يعتبر الفكر محاربة خارجية.. إذن متى يعتبر الفكر الخاطئ خطية؟ إن الخطية تبدأ من بدء استسلامك للفكر. وتزيد أن انفعلت بها، وقبلتها، وخضعت الإرادة لها. حينئذ يكون العقل قد فتح لها بابه، بإرادته، واستمر معها، وبدأ يتعامل معها، ويأخذ ويعطى. بل ربما يكون قد تجاوب معها وخلطها بمشاعره، وأسكنها داخله.. لذلك حسنًا قيل في سفر النشيد".. أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش11:4). أي مغلقة ومقفلة أمام كل أفكار الشيطان وحيله. وعن نفس الأمر قيل في المزمور "سبحي الرب يا أورشليم.. لأنه قوى مغاليق أبوابك" (مز147). واعلم يا أخي إن فكر المحاربة حينما يأتيك يكون في أوله ضعيفًا، وفى الطبقة السطحية من عقلك. ذلك لأنه من الخارج، ومن السهل عليك أن تطرده. فإن قبلته، يدخل إلى العمق شيئًا فشيئًا. فإن انفعلت به، يزداد تعمقه، ويرتبط بإرادتك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فإن وصل إلى القلب، يختلط بمشاعرك. وحينئذ تصبح المحاربة من الداخل وليس من الخارج. ومن هنا تبدأ سطوة الفكر وصعوبة طرده. حقًا،ما أسهل أن تدخل الأفكار، وما أصعب أن تخرجها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن اتضاع الفكر يؤدّي إلى اتساع الفكر |
الأول الفكر، وبعد ذلك بقية الفكر. ما هو الفكر الأول؟ |
الفكر يسبق العمل والعمل يتبع الفكر ويعزِّزه |
الفكر |
الفكر |