من هم الآباء السُوَّاح؟

[walaa farouk]

هل هم أرواحاً؟ وماذا عن حياتهم؟ وكيف وصلوا إلى درجة السياحة؟ ومن الَّذي يُرشدهم ويختار لهم مكان سكناهم؟ وكيف يقضون وقتهم؟ وهل هم معصومون من الخطيّة أم لهم ضعفات مثلنا؟ ولماذا سمح الله أن نعرف بعضهم وأخفى عنَّا الآخرين؟ أسئلة كثيرة تدور حول هذه الطغمة الملائكيّة، قد لا نجد إجابات حاسمة عليها كلّها!
ولكننا نؤكّد أنَّ السُوّاح هم بشر لهم نفس وروح وجسد مثلنا، وإن كانوا أرواحاً فما الفرق بينهم وبين الملائكة؟ وعندما يموتون فما الَّذي يُدفن؟ حتى وإن كانوا يتحرَّكون من مكان إلى آخر بخفة، فهذه معجزة ولا تعني أنّهم بلا أجساد والدليل على ذلك هو: مرض أنبا تيموثاؤس السائح.
ولو بحثنا عن كلمة سائح، لوجدنا أنَّها مشتقة من كلمة: " يسيح " أيّ " يتحرّك "، ولهذا نُطلق على الأجانب عندما يأتوا لزيارة بلدنا اسم " السُوَّاح "، فالسائح إذن هو من يتحرّك من مكان إلى مكان حتى يستقر في موضع يرغبه.
ومن سيرة أنبا بولا أول السُوَّاح الَّذي لم تكن الأديرة قد تأسَّست في أيامه، نعرف أنَّ أخيه سلب حقَّه في الميراث فذهب ليشتكيه، وهو في الطريق رأى ميِّتاً فتأثّر وسار على قدميه حتى وجد مقبرة عاش فيها ثلاثة أيام، وعندما طلب إرشاد الله أرسل له ملاكاً حمله إلى مكان لم يعرفه وعاش فيه حتى نياحته، وكان يأكل نصف خُبزة يومياً يُحضرها له غُراب، وعندما ذهب أنبا أنطونيوس لزيارته أرسل لهما الله رغيفاً بواسطة الغُراب، وأنبا بيجيمي السائح كان يحيا على البلح من نخلة بجانبه.